بقلم/ صلاح منتصر
تواصل رنين التليفون فى منزل الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الأسبق وفى كل مرة يبدأ المتحدث بقول البقاء لله ، ثم يسأل عن موعد الجنازة . وتكون المفاجأة عندما يسمع صاحب الاتصال صوت الدكتور الجنزورى أو «المتوفى» يقول له : أنا آسف يافلان ..أنا الحمد لله لسه عايش !!
هذه الواقعة ـ وهذا هو الغريب ـ تكررت مع الدكتور الجنزورى ثلاث مرات خلال العامين الماضيين وكان آخرها صباح السبت ـ قبل يومين ـ فى الثالثة صباحا كما ذكرت بوابة الأهرام . وقد تم تداول الخبر بسرعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) وقالت لى زوجتى التى تتعامل مع هذا (الفيس) انها قرأت الخبر بالفعل ولم تشأ أن تزعجنى به مع أول الصباح .
لم يكن الدكتور الجنزورى متعه الله بالصحة والعمر المديد أول من يتعرض لهذه «المداعبة السخيفة» التى أساسها «الفيس بوك» فقد تعرضت لها من قبل شخصيات أخرى ، مما يعنى أن أى متعامل مع «الفيس» يستطيع فى أى لحظة أن يلقى بأى خبر دون أن يتحقق من صحته ، وبسرعة ينتشر الخبر ويحقق آثاره قبل أن يتأكد عدم صحته، ثم بعد فترة خصوصا فى أخبار الوفاة يتضح كذب الخبر وأنه شائعة الله أعلم إن كان صاحبها فعل ذلك بحسن أو سوء قصد .
شخص يتم إبلاغه وهو حى أنه انتقل إلى رحمة خالقه، ماذا يتصور أن يفعل؟ أهم ملاحظة فى خبر الدكتور الجنزورى كما تحريت بعد نشره كثرة الذين تسابقوا إلى مديحه ووصفه كما ذكرت بوابة الأهرام بـ «وزير الفقراء». وهو وصف صحيح لفلسفة هذا الرجل طوال توليه المسئولية منذ كان محافظا فوزيرا فنائبا لرئيس مجلس الوزراء فرئيسا لمجلس الوزراء مرتين.. مرة فترة حسنى مبارك، ومرة ثانية بعد ثورة يناير فى سابقة لم تتكرر، وبالتالى فإذا كان الذى نشر الخبر يقصد متعمدا معنى سيئا ، فقد كشف للجنزورى حجم محبيه. يعطيك العافية يادكتور جنزورى وألف سلامة .
أرسل تعليقك