بقلم : صلاح منتصر
لم أستطع أن أعرف من محافظ الأقصر محمد بدر ( 42 سنة ) كيف جعل الأقصر بهذه النظافة لدرجة أننى تصورت أننا أول زوار سيقومون بقص شريط افتتاحها . دون مبالغة ليست هناك ورقة ملقاة على الأرض ومن المطار يحيط بالطريق من الناحيتين سور من الورد (الجهانمية ) بألوانها الجميلة المختلفة . وعندما ألححت على المحافظ قال لى أغرب عبارة يمكن أن أسمعها وهى : أكملت مابدأه سلفى الدكتور سمير فرج الذى يعتبر مؤسس محافظة الأقصر
وهى عبارة غير مألوفة فقرب مكتب المحافظ يوجد معبد الأقصر الذى بدأ أمنحتب الثالث بناءه (1400 ق.م ) واستكمله رمسيس الثانى الذى شطب اسم سلفه وكتب اسمه على أعماله ، ومن يومها أصبح من المألوف ألا يذكر الخلف اسم السلف إذا لم يستطع محوه !
أركز على مشكلة النظافة لأنها إحدى المشكلات الكبرى التى مازالت تحيرنا ، وقد استفحلت منذ طق فى دماغ أحدهم أن يأتى بالشركات الأجنبية التى ضحكت علينا وأخذت فلوسنا وضاعفت المشكلة، ومن يذهب إلى الأقصر سيجد الشوارع مراية على أيدى أبنائها وكلها بأيد مصرية !
زرت الأقصر أربعة أيام وتركتها ومدير الفندق الذى أقمنا به يبلغنى أن نسبة الاشغال لديه وفى فندق آخر يديره فى أسوان نحو 80 فى المائة نصفهم من المصريين . وفى معبد الكرنك قالوا لى أنه قبل يناير 2011 كان عدد السياح الذين يزورون المعبد يوميا يصل الى نحو 15 ألف أجنبى انخفضوا بصورة درامية ثم عادوا أخيرا يتزايدون حتى أصبح العدد فى حدود 1500 سائح . وقد انعكس الكساد السياحى على إغلاق عدد من فنادقها الكبيرة كما أغلقت ثلث المحال أبوابها لتوفير الايجارات ، ومع ذلك تجاهد المدينة التى لا مثيل لآثارها فى أى مكان ورغم ارتفاع تذاكر السفر الداخلى إليها بخطوط مصر للطيران . ولكن خبيرا قال لى إننا نظلم الشركة المصرية لأن 42% من ثمن التذكرة يذهب ضريبة للحكومة طبقا لسياسة الجزر المستقلة التى لا تنظر إلى عائد العملية كلها ، بل يركز كل جهاز على نصيبه وحده ، مع أنهم لو حسبوها لكسبوا معا أضعاف ما يحققه كل منهم !
المصدر : صحيفة الأهرام
أرسل تعليقك