بقلم/ صلاح منتصر
من أغرب ماقرأت حكاية رضيعة عمرها سنة منعت المحكمة البريطانية سفرها إلى مصر بصحبة أمها خوفا من إخضاعها لختان الإناث الخبر نشرته «صحيفة الديلى ميل» ويقول إن الحكم أصدرته القاضية «جاسيل راسل» ويتعلق ببريطانية فى العشرينيات زارت مصر والتقت شابا مصريا يعمل فى أحد الفنادق أحبته وتزوجته واعتنقت الإسلام وأنجبت منه فى بريطانيا طفلتهما. وعندما بلغت العام أرادت الأم السفر إلى مصر ليراها أبوها وأسرته الطفلة لكن القاضية البريطانية استجابت لطلب القضاء البريطانى منع الأم من مصاحبة رضيعتها حتى لا تتعرض للختان فى مصر والممنوع قانونا فى بريطانيا.
ورغم أن والد الطفلة وعائلته أبلغوا المحكمة بالمراسلة فإنهم لا ينوون ختن الطفلة، فإن المحكمة أيدت طلب إخصائية الصحة فى المقاطعة التى تسكن فيها الأم التى طلبت حماية الطفلة من الختان .
وقالت حيثيات الحكم إن الهدف ليس منع الأب من رؤية طفلته التى يمكنه زيارتها فى بريطانيا بل «حماية الطفلة ولمصلحتها» ولذلك لم يتضمن الحكم منعها من السفر من لندن إلى القاهرة فقط وإنما التحفظ على جواز سفر الطفلة حتى عام 2032 حتى لا تسافر الأم بالطفلة إلى أى بلد ومنه إلى القاهرة .
غرابة الخبر أنه لا يعنى هذه الطفلة وحدها وإنما بالتأكيد يمكن أن ينطبق على كل طفلة تنجبها بريطانية من مصرى وترغب فى زيارة مصر التى أصبحت فى نظر القضاء البريطانى موصومة بعادة ختان الإناث . يحدث هذا فى الوقت الذى شهدت فيه مصر ثورة على ختان الإناث وصدر قانون يحظره ويعاقب المخالف بالحبس والسجن الذى يصل إلى 15 سنة
ومع أن ملف الختان فى مصر هدأ كثيرا ولم يعد هناك حديث عنه ، فإن دولا أخرى مثل بريطانيا مازالت ترى أن كل أنثى فى مصر تخضع له. من واجب المجلس القومى للمرأة وجمعيات المرأة والطفولة أن تتدخل فى هذه القضية ليس لحماية طفلة يريد أبوها فى مصر رؤيتها وإنما لحماية مصر من هذه السمعة السيئة .
أرسل تعليقك