بقلم - صلاح منتصر
أشعر بالإحباط وأنا أقرأ عن قرب توقيع العقود النهائية لإنشاء محطة الضبعة النووية، فى الوقت الذى لا حس فيه ولا خبر عن عودة الطائرات الروسية إلى مصر بعد قرار الحكومة الروسية بقرار إيقافها نتيجة حادث الطائرة الروسية التى سقطت فوق شرم الشيخ، واتهمت مصر دون أدلة واضحة بأنها كانت نتيجة إهمال إجراءات الأمن فى مطار شرم .
الحادث وقع قبل أكثر من سنتين وجاءت لجان وذهبت لجان ومازال قرار حظر الطائرات الروسية ساريا وكأننا عبيد لأوامر موسكو، وكأن الخطر يهدد رحلات الطائرات من مصر بينما كل الرحلات والحمد لله ترحل وتصل فى سلام ، وكأن طائرات روسيا وحدها هى التى من دون كل طائرات العالم لا تتوافر لها الإجراءات المطلوبة .
ولهذا أشعر بالإحباط وأنا أرى مصر تنهى وبسرعة عقود مشروع ضخم سيربطنا ارتباطا وثيقا بروسيا بينما الدلالات تشير إلى عدم الاطمئنان إلى هذا الصديق ، فإذا كنا أصدقاء ونلقى هذه المعاملة فى موضوع الطائرات الروسية ، فماذا لو أننا لم نكن أصدقاء . وماذا لو قام أى خلاف صغير فى الضبعة إذا كان حظر الطيران الروسى مستمرا أكثر من سنتين ؟!
تخوفاتى أصلا من مشروع الضبعة مازالت موجودة رغم الطاقة النظيفة، وربما الأرخص التى تنتجها المحطات النووية ، ولكن تخوفى هو من العبء المادى الضخم الذى سيضيف إلى ديوننا حجما جديدا وكبيرا مهما تكن التسهيلات المقدمة عنه فهو فى النهاية ليس منحة، وإنما هو قرض سيسدده أبناؤنا إلى آخر مليم فى الوقت الذى فتحها الله علينا وأصبحنا قادرين على أن نوفر بوسائل أرخص إحتياجاتنا من الطاقة وأكثر بالغاز الذى سينتجه حقل «ظهر» قريبا والمحطات الحرارية التى نجحنا فى إقامة أكبرها بطاقة لا تقل عن إنتاج الضبعة، وأيضا فى الوقت الذى دخلنا فيه إنتاج الطاقة الشمسية وبدأت مشروعاتها فى مصر، وكل هذا بفلوس أرخص
أعرف أن هذه الحيثيات لن تعطل تنفيذ قرار توقيع محطة الضبعة، ولكن على الأقل قد تحرك الصديق الذى سنوقع معه مشروعا مستقبليا يربطنا به ،وطيرانه مازال بعد أكثر من سنتين محظورا إلى مصر !
أرسل تعليقك