بقلم/ صلاح منتصر
ربما لايعرف كثيرون أنه باستثناء الطلقة الثالثة التى وضع لها الحق شرطا يقتضى زواج المطلقة من آخر إذا أرادا العودة، فإنه فى الطلقتين الأولى والثانية تكون عودة الزوجين دون مأذون ولا شهود .
والسيناريو الغالب فى حالات الطلاق الشفوى مشادة بين الزوجين تشعر الزوجة خلالها بالإهانة فتصرخ فى زوجها طالبة الطلاق وتتمادى فى طلبها حتى تجد الزوج يقول لها بغضب: أنت طالق، وفى كثير من الأحيان وخلال دقائق أو لحظات، تشعر الزوجة بهول الحدث، ويشعر الزوج بآثار نتيجة ما جرى، فهل يتعين فى هذه الحالة ذهاب الزوج إلى المأذون لتوثيق الطلاق؟
قال لى فضيلة الدكتور على جمعة المفتى السابق إنه من بين 3300 حالة طلاق شفوى تم بحث ظروفها حالة حالة ومناقشة الأشخاص ظروف كلمة «الطلاق» التى ألقوها لم يجدوا فى النهاية سوى ثلاث حالات فقط من بين هذه الحالات، هى التى ينطبق عليها وقوع الطلاق فعلا !
وهذا البحث يكشف مدى الجهل السائد فى مجتمعنا بين الأزواج بأمور دينهم رغم آلاف المساجد والدروس الدينية، وهو أمر تقع مسؤليته على الأزهر والدعاة . ذلك أن الشريعة فى جوهرها تهدف إلى حماية حياة الزوجين وصونها فى هدوء، ولذلك تسمح للزوج فى الطلقتين الأولى والثانية برد زوجته بلا توثيق أو مأذون أو شهود ، وإنما كما تم الطلاق بينهما سرا تكون العودة أيضا سرا. ويرى فقهاء أن يعلن الزوج قولا رد زوجته، بينما يكتفى آخرون بنية العودة ومواصلة الزوجين حياتهما الزوجية قبل أن تنقضى عدة الزوجة ، لتمضى الحياة بعد ذلك بعد أن اجتاز الزوجان درسا لابد أن يترك آثاره . وقد طلق الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته السيدة «حفصة» ثم راجعها .
لكن ذلك يقتضى أولا معرفة حقيقة إذا كانت عبارة «الطلاق الشفوية» التى قيلت تدخل فى إطار «الطلاق الحقيقي» ليستطيع الأزواج إدراك آثارها وتصحيح ما وقع، أم احتياج الأمر إذا اقتضت ظروف الواقعة توثيق هذا الطلاق، بما يحمى حقوق الزوجة ولا يتركها زوجها معلقة فى قبضة رغبة انتقامية لا تقرها الشريعة .
أرسل تعليقك