بقلم : صلاح منتصر
يعد خطاب الرئيس السيسى الذى وجهه إلى المصريين من خلال ممثلى فئات الشعب الذين اجتمع بهم أمس فى قصر الاتحادية، واحدا من أنجح خطاباته. أولا لأنه جاء فى الوقت المناسب تماما للرد على عاصفة يمر بها الوطن، اختلطت فيها قوى الشر الموجودة داخلنا وتحاول استغلال قضية جزيرتى تيران وصنافير لاشعال فتنة وطنية «باع فيها الرئيس أرضه» مع مشاعر أصحاب النوايا الحسنة من المصريين البسطاء الذين انتفضوا عندما فاجأهم الحدث، وتصوروا، لعدم توافر أرضية مسبقة من الاعلام، أن الرئيس ردا على كرم الملك سلمان أهداه الجزيرتين! وهى مشاعر لا تغضب بل على العكس تؤكد احساس المصرى البسيط بقيمة أرضه واستعداده للتضحية من أجلها مهما تكن المغريات .
الأمر الثانى أن الخطاب لم يكن عبارات إنشائية أو دبلوماسية تملأ لحظات حرجة يواجهها الوطن، بل كان خطابا موضوعيا يتحدث صاحبه بثقة وهدوء واحساس من الفهم وحفظ كل ما يتصل بالقضايا العديدة التى تحدث فيها ، بما يبين أنه متابع لأقصى درجة هموم الوطن . حديث يخاطب العقل والضمير والأهم يقنع المستمع . «يعنى سألتم كل واحد ؟ والله والله سألنا كل واحد» قال الرئيس هذا وهو يتحدث عن الجهد الذى تم فى مختلف مؤسسات الدولة للاستفسار عن حقيقة الجزيرتين ، وقد سمعت شخصيا مسئولا من الذين شاركوا فى هذه المهمة يقول إنهم كانوا ينتظرون حتى آخر لحظة أن تصلهم وثيقة واحدة تشكك فى ملكية الجزيرتين ( آخرها وثيقة من تركيا ترجمت صباح يوم توقيع الاتفاق ) وقد جاءت كل النتائج بحق السعودية فى الجزيرتين .
هو توفيق من قرر إذاعة الجزء الذى تحدث فيه الرئيس كاملا فى أول الجلسة والذى شمل مختلف القضايا المثارة : من الجزيرتين ، الى الشاب الايطالى ، فالحريات وحقوق الانسان ، الى الظروف الاقتصادية ( وعد الرئيس بالحفاظ على عدم تصعيد الأسعار ) فالسياسة الخارجية ، فالشباب الذى وجه اليهم مهمة بالغة الخطورة وهى الاهتمام بانتخابات المحليات العام المقبل حتى يمكن علاج الكثير من السلبيات التى نواجهها ويبدأ حلها من داخل المحافظات والمدن والمراكز .
أرسل تعليقك