بقلم _ د. وحيد عبدالمجيد
سخط عارم على أداء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم. أظهر مونديال روسيا فشلاً مؤلماً يتحمل هذا المجلس المسئولية الأولى عنه. أخطاء بالجملة قبل بدء المونديال، وخلاله.
ليس هناك من لا يخطئ. ولكن يندر أن يُرتكب هذا الكم من الأخطاء، فى مجال كرة القدم أو غيره، فى عشرة أيام بين مباراة المنتخب المصرى الأولى أمام أوروجواي، ومباراته الثالثة أمام السعودية. وهذا بخلاف الأخطاء التى ارتكبها المجلس قبل الذهاب إلى روسيا.
لا يقتصر السخط على الأخطاء فقط. هناك اتهامات بوجود فساد. كثير ممن يهاجمون مجلس إدارة الاتحاد يتحدثون صراحة عن ممارسات تدخل فى إطار الفساد. ولكنها تبقى مجرد اتهامات تعبر عما يعتقده من يوجهونها. وستبقى معلقة فى الهواء، رغم أنها تشين أعضاء المجلس، فى غياب تحقيق نزيه يكشف الحقيقة، ومادام هذا المجلس يرفض الاستقالة المصحوبة باعتذار للشعب المصري.
وحدها الجمعية العمومية للاتحاد هى التى تملك محاسبة المجلس، لأن اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا)، يمنعان تدخل المؤسسات الرسمية. الألعاب الرياضية هى المجال الوحيد الذى يوجد فيه ما يشبه (حكومة) عالمية قبلت حكومات دول العالم كلها نقل سلطاتها إليها. وحدث ذلك بإرادة الدول، وليس رغماً عنها، ربما لأن الألعاب الرياضية شهدت فى وقت مبكر جداً، وقبل غيرها، بعض أهم أشكال ما صار يُعرف بعد عقود طويلة بالعولمة.
فقد أخذت هذه الألعاب طابعاً عالمياً متزايداً منذ أواخر القرن التاسع عشر. وعندما تم تنظيم الدورة الأولى للمونديال فى أوروجواى عام 1930، كانت المرة الأولى أيضاً التى استطاعت مؤسسة دولية (الفيفا) إثبات قدرتها على إدارة شئون العالم فى أحد المجالات. كانت عصبة الأمم التى أُنشئت فى الوقت نفسه تقريباً لتكون منظمة سياسية دولية قد تعثرت، وظهر فشلها، عندما نجح الفيفا فى تنظيم المونديال.
ولما كان البدء فى إصلاح منظومة كرة القدم المصرية يبدأ بانتخاب مجلس جديد للاتحاد وفق معايير الكفاءة والمعرفة، ينبغى أن تتحمل الجمعية العمومية لهذا الاتحاد مسئوليتها، وتبادر إلى عقد اجتماع طارئ يتجرد فيه أعضاؤها من مصالحهم، ويضعون مستقبل اللعبة, وصورة مصر فى العالم، فوق كل اعتبار.
أرسل تعليقك