بقلم _ د. وحيد عبدالمجيد
إذا كان من نصيحة يمكن تقديمها إلى المدير الفنى الجديد لمنتخبنا الوطنى خافيير أجيرى، الذى يبدأ عمله رسمياً اليوم، فهى أن يتعظ بتجربة سلفه هيكتور كوبر. كانت إدارة كوبر للمنتخب، وليست طريقته الخططية، هى السبب الأساسى لما حدث فى مونديال روسيا، وأتاح تحميله المسئولية كاملة عن هزال الأداء، فترك مصر وهو يجر أذيال الخيبة.
لم تكن مشكلة كوبر فى طريقته الخططية المسماة دفاعية، بل فى سوء اختيار بعض اللاعبين والمعاونين، وصمته تجاه أخطاء ارتكبها مجلس اتحاد الكرة وأثرت فى أداء المنتخب، ثم دفع هو الحساب بشأنها. شخصية كوبر الضعيفة وراء ما انتهت إليه تجربته فى مصر. ضعف شخصية المدير الفنى ينعكس على الفريق الذى يُدربه.
وإذا صح ما يُقال عن أن شخصية أجيرى قوية، ستكون هذه ميزة مهمة ربما تُعوَّض عشوائية اختياره. ومن هنا أهمية نصحه بأن يكون قوياً فى إدارته شئون المنتخب، وألاَّ يفرَّط فى صلاحياته، بدءاً من اختيار اللاعبين، وليس انتهاءً بوضع حدود صارمة لتدخل مجلس اتحاد الكرة فى أى معسكر للمنتخب، وخلال أى مباراة يخوضها، وفق الضوابط المعروفة فى العالم. ويتطلب النجاح فى هذه المهمة أن يكون أجيرى ملما بأن ضعف كوبر كان سبب فشله، لكى لا ينساق وراء كلام سطحى عن طريقة دفاعية ينبغى تغييرها. وليته يدرس تجربة المدير الفنى الناجح للمنتخب الفرنسى ديدييه ديشامب فى العلاقة بين طريقة اللعب واختيار اللاعبين. لم تختلف طريقة ديشامب فى المونديال نظرياً عن كوبر، ولكن الفرق كان شاسعاً فى المستطيل الأخضر. اختار ديشامب لاعبين ينفذون خطته بدقة، أى يلعبون للمنتخب وليس لأنفسهم رغم قوة إغراء العوامل التجارية فى المونديال، ولا يسيل لعاب أى منهم أمام دولارات أي محطة تليفزيونية، ناهيك عن أن يقوم أحدهم بدور «سمسار» يتفق مع بعض زملائه على إجراء تسجيلات لاحداها، كما فعل أحد لاعبى المنتخب المصرى.
على أجيرى أن يختار لاعبين ملتزمين مستعدين لتطويع مهاراتهم الفردية لمصلحة المنتخب كما فعل جريزمان وبوجبا مثلاً فى منتخب فرنسا، وأن يرفض أى مجاملات. وإذا بدأ على هذا النحو، يكون قد وضع المنتخب على بداية الطريق .. لعل وعسى.
أرسل تعليقك