آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إمبرياليةإلكترونية!

اليمن اليوم-

إمبرياليةإلكترونية

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 حفلت جولة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون فى أمريكا اللاتينية بالأحداث التى قد تجعلها أهم عمل قام به منذ توليه هذا المنصب قبل عام ونيف. يحاول تيلرسون فى هذه الجولة استعادة النفوذ الأمريكى فى المنطقة التى كانت «حديقة خلفية» للولايات المتحدة حتى ثمانينيات القرن الماضى. تدخلت واشنطن فى أمريكا اللاتينية بطريقة خشنة أكثر من أى منطقة أخرى فى العالم، باستثناء شرق آسيا. وبينما فشل تدخلها العسكرى فى كوريا وفيتنام، نجح دورها الاستخباراتى فى فرض هيمنتها على كثير من بلدان أمريكا اللاتينية لعدة عقود، قبل أن تضطر إلى تغيير سياستها العدوانية الفجة تجاه أى نظام حكم يختلف معها. انتهاء الحرب الباردة الدولية، والتغير الذى حدث فى العالم خلال العقدين الأخيرين، خلقا أجواء مختلفة أدت إلى انحسار النفوذ الأمريكى فى هذه المنطقة، وفرضا على واشنطن مراجعة سياستها تجاهها.

ولكن محاولة تيلرسون استعادة هذا النفوذ، أو شىء منه، بدت مرتبكة. لم يُعد جيداً لجولته، ولم يتسلح برؤية واضحة لعلاقات جديدة مع بلدان أمريكا اللاتينية. وربما لهذا السبب، لجأ إلى محاولة تخويفها من روسيا والصين، ولكنه وقع فى خطأ معرفى وثقافى فادح عندما حذر من «إمبريالية» جديدة. يبدو أنه أراد استخدام سلاح طالما أشهره خصوم الولايات المتحدة فى وجهها عندما رتبت، أو دعمت، انقلابات عسكرية فى عدد من بلدان هذه المنطقة. ولكن عندما اعتبرها هؤلاء الخصوم قوة إمبريالية كانوا يستخدمون مفهوماً مرتبطاً بخلفيتهم الماركسية بلوره الزعيم السوفيتى لينين فى كتاب مشهور عنوانه «الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية».
 
كان ذلك فى مطلع القرن الماضى. وكانت الرأسمالية وقتها فى مرحلة تحول ازداد فيها وزن رأس المال المالى، وتمدد فى العالم، وأنتج الظاهرة الاستعمارية. وانتهت تلك المرحلة، التى ارتبطت بالثورة الصناعية الثانية، حتى قبل أن يدخل العالم عصر الثورة الثالثة، ثم اختلف الوضع تماماً فى زمن الثورة الرقمية. لم يوضح تيلرسون طبيعة هذه «الإمبريالية» ولكن تحذيره من تدخل روسى فى انتخابات المكسيك فى يوليو المقبل, بطريقة مشابهة لمحاولة التأثير فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة, ربما يوحى بأنه يتخيل وجود إمبريالية إلكترونية. وليس هذا خيالاً خصباً فقط، بل فقر فى المعرفة على نحو لا يليق بوزير خارجية أكبر دولة فى العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمبرياليةإلكترونية إمبرياليةإلكترونية



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen