بقلم _ د. وحيد عبدالمجيد
فى الوقت الذى عم الحزن أرجاء المكسيك لخسارة منتخبها فى ثُمن نهائى المونديال أمام منتخب البرازيل الاثنين الماضى، كان الفرح لفوز لوبيز أوبريدور فى الانتخابات الرئاسية ــ التى أُعلنت نتيجتها فى الوقت نفسه تقريباً، بعد إجرائها فى اليوم السابق ــ يغمر أغلبية من أحزنهم الخروج من المسابقة الرياضية الدولية الأكثر أهمية فى العالم.
صحيح أن أنصار المرشحين المنافسين كان حزنهم مضاعفاً للخسارة فى السياسة، وفى كرة القدم، فى آن معاً. ولكن الأغلبية, التى اقترعت لسياسى يقود حزباً جديداً تماماً «مورينا» لم يكن موجوداً فى الانتخابات السابقة قبل ستة أعوام، ابتهجوا سياسياً، بينما أصابهم الغم كروياً.
كان مئات الآلاف من المكسيكيين قد احتشدوا فى الميادين الواسعة فى مدن عدة لمشاهدة المباراة، والأمل يحدوهم فى أن يخيب منتخبهم التوقعات التى سادت قبلها، ويفوز على المنتخب البرازيلى، ويحقق مفاجأة تضاف إلى ما أسفرت عنه مباراة منتخبى روسيا وإسبانيا فى اليوم السابق.
غير أن منتخب المكسيك لم يصمد سوى 50 دقيقة، إلى أن أثبت نجم البرازيل نيمار حضوره المؤثر للمرة الأولى فى هذا المونديال، وأحرز هدفاً، ثم قتل اللاعب البديل فيرمينو آخر أمل لدى المكسيكيين, وسجل هدفاً ثانياً قبل دقيقتين من نهاية المباراة.
عاد منتخب المكسيك إلى بلده، لأن القرعة وضعته فى مواجهة منتخب تم إعداده جيداً على مدى أربع سنوات بعد فضيحة الهزيمة الثقيلة أمام منتخب ألمانيا فى مونديال 2014 بسبعة أهداف مقابل هدف واحد. كان أداء منتخب المكسيك فى دور المجموعات يؤهله للمضى خطوة أو أكثر بعد ثُمن النهائى، لو أن القرعة لم تكن قاسية عليه.
طوى المكسيكيون صفحة الخسارة فى المونديال، وأخذ المتفائلون منهم بالرئيس الجديد يتطلعون إلى ما بعد فوزه، وينتظرون تحقيق الإصلاحات التى وعد بها، وخوض المعركتين اللتين تعهد بالفوز فيهما ضد شبكات الفساد، وعصابات المخدرات. ويترقب من لم ينتخبوه ما سيفعله، ولا يخفون قلقهم من توجهاته الاشتراكية، ويأملون أن يستمع إلى مستشاريه الذين ربما أراد توجيه رسالة طمأنة عندما اختار معظمهم من الليبراليين ذوى التوجهات الاجتماعية، وليس من الاشتراكيين.
أرسل تعليقك