بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
عندما يُقال إن مجموعة عمل ما تعتمد بالأساس على قدرات عدد محدود من أعضائها، لا يُقلل هذا من شأنها. وحتى إذا كان اعتمادها بالأساس على واحد فقط، يظل لكل من أعضائها دوره فى العمل الذى تقوم به.
وينطبق ذلك على الألعاب الرياضية الجماعية، وفى مقدمتها كرة القدم. فليست نادرة، أو قليلة، الحالات التى يعتمد فيها فريق كرة قدم على لاعب يكون هو محور أدائه، أو لاعبين اثنين يختلف أداء هذا الفريق فى حضورهما عنه فى غيابهما.
ولذا يمكن القول إن المنتخب الوطنى المصرى يعتمد على لاعبين اثنين الآن، وأن أداءه يدور معهما حضوراً وغياباً، وهما محمد صلاح وعبدالله السعيد. وقد لاحظ من تابعوا مباراتيه: أمام المنتخب البرتغالى فى 23 مارس الماضى مدى أهمية هذين اللاعبين. تأثر أداء المنتخب البرتغالى كثيراً بسبب تكلفة الرقابة اللصيقة التى فرضها مديره الفنى على صلاح والسعيد. وتحسن أداؤه بوضوح بعد خروج الأول، إذ تمتع بحرية حركة افتقدها نحو 80 دقيقة، وتمكن من تسجيل هدفين فى بضع دقائق. كما لوحظ أن اشراك السعيد فى منتصف الشوط الثانى من مباراة منتخبنا أمام المنتخب اليونانى فى 27 مارس أحدث تغييراً ملموساً فى أدائه الذى كان سقيماً تماماً.
ولا يعيب منتخبنا أن يكون للاعبين اثنين مثل هذا الدور الأكثر من محورى. منتخب الأرجنتين، بما هو وبمن فيه، يعتمد على ليونيل ميسى. غاب ميسى عن المباراة التى هُزم فيها منتخبه أمام المنتخب الإسبانى بستة أهداف مقابل واحد فى 28 مارس.
ولكى نعرف مدى أهمية وجود لاعب محورى، وأثره الجوهرى، ليتنا نعود إلى الفيديو الذى يتضمن حديث المدير الفنى لمنتخب الأرجنتين خورخى ساومباولى عنه. فقد أقر, بتواضع يستحق الاحترام، بأن خطة عمله تقوم على بناء منتخب يلعب بطريقة تتيح لهذا النجم المدهش أن يقدم أفضل ما لديه، لأن هذا هو السبيل لتحقيق أفضل النتائج.
كاد ساومباولى أن يقول إن مهمته هى بناء منتخب يدور لاعبوه فى فلك ميسى بطريقة تتيح له أن يُحلق بهم عالياً. وهذا هو التعبير المهذب عن المعنى الذى يعبر عنه البعض أحياناً بطريقة فجة عندما يقولون إن فريقاً ما يتكون من لاعب وعشر خشبات.
أرسل تعليقك