بقلم /د. وحيد عبدالمجيد
يُعد المؤتمر الإقليمى السنوى لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية فى الجيش اللبنانى من أكثر المؤتمرات العربية انتظاماً فى دوراته السنوية التى عُقدت آخرها من 15 إلى 18 مايو 2017 فى بيروت تحت عنوان «تناقضات الصراع والتحول فى العالم العربى»، بمشاركة ما يقرب من مائة من الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين والأكاديميين والمثقفين من 20 دولة عربية وأجنبية.
وبخلاف النمط الشائع فى المؤتمرات العربية، يحقق هذا المؤتمر تراكماً من عام إلى آخر، عن طريق الربط بين ما يُطرح فى كل دورة وبعض ما نوقش فى دورات سابقة، والاستفادة من آلية مجموعات العمل المتعددة لهذا الغرض.
ويسهم فى تحقيق هذا التراكم التوثيق الدقيق لأعمال كل دورة بما يجعلها فى متناول المشاركين سواء الجدد أو القدامى, والتدقيق فى اختيار المشاركين، والحرص على تنوع أفكارهم وحرية التعبير عنها، وهو ما أعاد مدير المركز العميد الركن فادى أبي فراج تأكيده لدى افتتاحه المؤتمر بقوله: (تحت شعار التنوع والحرية ينعقد مؤتمرنا الإقليمى السابع)، وحثه المشاركين على (الحوار الجاد والفعاَّل لإغناء هذا الملتقى البحثى الكبير لتكون ثمار أعمال جلساته فى خدمة الباحثين وأصحاب القرار).
ويُعد هذا هو المؤتمر الأول بعد تولى العماد جوزاف عون قيادة الجيش اللبنانى فى مرحلة دقيقة يزداد فيها خطر الإرهاب الذى قدم رؤية متقدمة وشاملة فى مواجهته (عسكرياً وفكرياً وثقافياً، مع تغليب البُعد الوطنى والإنسانى، وعلى قاعدة تأمين الحرية والعدالة والمساواة، واحترام التنوع والحضور الفاعل للأقليات والإيمان بثقافة الحوار والانفتاح وقبول الآخر).
كما أنه المؤتمر الأول الذى يُعقد بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، حيث عُقد تحت رعايته، وعبرت كلمته التى ألقاها ممثله فى المؤتمر وزير الدفاع الوطنى المهندس يعقوب الصراف عن اهتمامه بالأفكار التى يناقشها المؤتمر، إذ تحدث عن أهمية (الاستنارة بالتوجهات والاقتراحات الصادرة عن المؤتمرات التى يشارك فيها نخب من المفكرين والباحثين والأكاديميين).
كما أغنى الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط المؤتمر بكلمة افتتاحية مطولة حث فيها على الانتباه لأى ترتيبات جديدة قد تؤدى إلى تغيير فى الخرائط العربية0 أما أعمال المؤتمر بمجموعاته الثلاث, التى عكفت على بحث التحولات المتعلقة بالصراعات الحادة فى المنطقة, والأفكار التى ناقشتها, فلنعد إليها فى «اجتهاد» اّخر0
أرسل تعليقك