بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
تعقيباً على الاجتهاد المنشور فى 3 ديسمبر تحت عنوان «عصر البطالة»، يرى د. محمود عبد الغفار أن الآثار المترتبة على انتشار النظم الذكية فى العالم يتجاوز بكثير موضوع البطالة الذى تناولته فى هذا الاجتهاد. وهذا صحيح تماماً. وعندما عدتُ إلى التطور الذى حدث عام 2017 فى هذا المجال، وجدته هائلاً إلى الحد الذى قد يسمح بأن نسميه عام الروبوت أو الإنسان الآلى.
فقد حدث تطور كمى كبير فى أعداد الروبوتات التى أُنتجت واستُخدمت خلال 2017، وتحول نوعى فى قدراتها حيث أصبحت تُعلَّم نفسها بنفسها، مثلما يفعل الإنسان الطبيعى، وبسرعة أكبر. كما أنها تقوم بأعمال جديدة على نحو قد يدفع إلى توقع أنها ستكون قادرة على أداء كل الأعمال أو معظمها فى وقت قريب. وبعد أن تجاوز استخدام الروبوت بداياته التى تركزت فى أعمال الخدمة فى منازل ومطاعم، أصبح يؤدى أعمالاً فى معظم المجالات, وبطريقة أكثر فاعلية وسرعة من الإنسان الطبيعى. إذن، تزداد بسرعة كبيرة. وذكاؤه الاصطناعى يتطور وينبئ بتحولات مدهشة فى العام الجديد، بعد الإنجاز الكبير الذى تحق عام 2017، وهو اختراع شركة «جوجل» نظام «ماستر» الذكى المميز. فقد خاض «ماستر» مباراة صعبة فى الشطرنج ضد بطل الصين كى جى، وهزمه وسط استغراب من تابعوا الحدث. والأهم أن «ماستر» لم يكن يعرف شيئاً عن اللعبة حتى أربع ساعات فقط قبل المباراة، حيث تعلمها وأتقنها وتفوق فيها خلال هذه الفترة القصيرة، وانتصر على أحد أبرز أبطالها فى العالم. كما بدأ الروبوت يكتسب بعض سمات الإنسان الطبيعى، بعد أن صمم علماء أمريكيون طابعة تجسيمية توضع على هيكله وتمنحه إحساساً يشبه الإحساس البشرى. وهذه نقلة نوعية هائلة فى 2017، وقد تكون بداية الإجابة عن سؤال محير منذ سنوات هو: هل يأتى يوم يكتسب فيه الروبوت طبيعة بشرية، ويصبح شبيهاً بالإنسان، وهل يغدو مسئولاً عن أفعاله فى هذه الحالة إذا تسبب فى أضرار لآخرين، وكيف يمكن محاسبته؟ ولذلك ربما يُذكر 2017 بوصفه بداية ظهور إنسان آلى من نوع جديد على نحو قد يُغَّير وجه الحياة على الأرض.
أرسل تعليقك