بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
هل يسفر الخلاف داخل تيار 14 آذار الذى يقوده الرئيس سعد الحريرى عن بناء تحالفات جديدة تضع حداً للاستقطاب الشديد الذى حكم الساحة السياسية لأكثر من عقد؟ ربما يكون هذا هو السؤال المحورى الذى قد تفتح الإجابة عنه باباً لتصور أنماط التحالفات الجديدة فى لبنان. وقد بدا هذا الخلاف فى سبتمبر الماضى عندما أعلن بعض أطراف تيار 14 آذار، بمبادرة من منسق أمانته العامة، قيام حركة جديدة تسمى المبادرة الوطنية، بدعوى أن الحريرى ليس حازماً فى مواجهة الهيمنة الإيرانية.
وظهرت، خلال أزمة الاستقالة، شواهد تدل على أن بعض قادة الحركة الجديدة أسهموا فى إثارتها، وحاولوا استغلالها لإخراج الحريرى من الساحة السياسية. وأدى ذلك إلى تباعد بين الكتلة الأساسية فى تيار المستقبل بقيادة الحريرى وحزب سمير جعجع «القوات اللبنانية»، وابتعاد بعض كوادر تيار المستقبل الذى يمثل الطرف الرئيسى فى 14 آذار عنه. غير أن هذا التطور يمكن أن يُقَّوى تيار المستقبل لأنه يفتح الباب أمام علاقات جديدة قد تأخذ صورة تحالفات فى الانتخابات التى يفترض أن تجرى فى مايو المقبل، وقد يتحول بعضها بعد ذلك إلى ائتلافات سياسية بديلة عن تحالفى 14 آذار و 8 آذار.
يزداد التواصل الآن بين تيار المستقبل وفريق الرئيس ميشال عون «التيار الوطنى الحر»، وكذلك اللقاء الديمقراطى الذى يقوده وليد جنبلاط. وربما نجد تحالفاً بين هذه الأطراف الثلاثة فى بعض الدوائر الانتخابية التى تسمح تركيبتها بذلك، بينما قد يحدث تحالف ثنائى بين المستقبل والتيار الحر فى دائرة مثل عكار مثلاً على نحو يحرم حزب القوات من أى مقعد. وليس مستبعداً، إذا مضت الأمور فى اتجاهها الراهن ولم تنفجر أزمات أخرى حتى موعد الانتخابات، أن نجد المستقبل وحزب الله فى تحالف فى بعض الدوائر، مثل دائرة جزين وصيدا الجنوبية حيث يجوز تشكيل قائمة انتخابية تضمهما إلى جانب التيار الحر وناصريين (أسامة سعد)، ودائرة زحلة الشرقية التى قد يمكن تكوين قائمة أخرى فيها تضم المستقبل والتيار الحر وحزب الله إلى جانب حركة أمل. وهكذا يبدو أن ما يحدث داخل تيار 14 آذار وتيار المستقبل قد يؤدى إلى تقليل حدة الاستقطاب الذى بات خطراً على لبنان والمنطقة.
أرسل تعليقك