آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

برّح بنا فراقه

اليمن اليوم-

برّح بنا فراقه

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

لم أتخيل أنه كان فى ساعاته الأخيرة عندما كتبت فى اجتهادات 24 ديسمبر الماضى عن صلاح عيسى كمؤرخ مبدع تفوق على معظم المؤرخين وأساتذة التاريخ المصريين والعرب.

صدمنى نبأ رحيله، مثل كُثر أحبوه وتعلموا عنه. ورغم علمنا أنه باق معنا وبعدنا بأفكاره وإسهاماته التى قل مثلها فى نصف القرن الأخير، فقد برَّح بنا فراقه، وهو الذى كان أول من لفت انتباهنا إلى مدى ثراء لغتنا بالمفردات المعبرة عن الآلام والأوجاع التى يشعر بها الآن كل من أحبه وعرفه عن قرب. استخدم مفردة تباريح التى لم تكن مألوفة فى كتابه «تباريح جريح» الصادر عام 1988. لم يكن هذا أبرز كتبه، ولكنه أكثرها تعبيرا عن قدرته غير العادية على النقد الساخر الذى يوجع وقد يُبكى، ولكنه يتضمن أيضا ما يُضحك القارئ على حاله. وهذا يفسر العنوان الفرعى المكتوب بحروف صغيرة أسفل عنوانه الرئيسى، وهو «شر البلية ما يُضحك .. وأوجع الضحكات ما ينتهى بالدموع». تعلمت منه أكثر من غيره من أبناء جيله. جذبنى تفكيره النقدى العميق قبل أن أعرفه شخصيا فى آخر السبعينيات، حين كان يراسل بعض المجلات الثقافية العربية فى الوقت الذى أُغلقت الأبواب أمامه فى مصر. نبهنى فى بداية تعاوننا إلى ما كان يعتبره ثروة معلوماتية فى أرشيف الأهرام. وفهمت أنه يتمنى استخدام هذا الأرشيف، رغم أنه لم يطلب. ولذلك اقترحت على الراحل الكبير السيد يسين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وقتها تكليفه بدراسة، واستصدار تصريح له لدخول الأرشيف. لم تنقطع علاقتنا رغم اختلافنا الفكرى. كنت مع حزب الوفد حين كان حياٍ، وكان هو قريباً من حزب التجمع ومديراً لتحرير صحيفته فى أفضل مراحلها على الإطلاق. دعانى للكتابة أسبوعياً، عندما رأس تحرير صحيفة «القاهرة» التى هاجمه من لا يعرفونه بسببها لأنها تابعة لوزارة الثقافة، رغم أن أفضل المجلات الثقافية والفكرية فى نصف القرن الأخير صدرت عن مؤسسات عامة، مثل مجلة «الكاتب» التى تسبب مقال لصلاح عيسى فى غلقها. وظلت «القاهرة» من أفضل الإصدارات الثقافية العربية إلى أن ترك رئاسة تحريرها، فصارت نسياً منسيا. ورغم أن فراقه برّح بنا, ستبقى مدرسته مفتوحة لكل من يريد أن يعرف، ويتعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برّح بنا فراقه برّح بنا فراقه



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen