بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
بدا الرئيس الأمريكى ترامب واثقاً فى أنه سيهزم الفنانة المرموقة أوبرا وينفرى إذا نافسته فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى نوفمبر 2020. ولكنه قال فى الوقت نفسه إنه لا يظن أنها ستترشح. فهل يُعد قوله هذا جزءاً من الثقة التى يشعر بها، أم تعبيراً عن تمنيه ألاَّ يضطر إلى مواجهتها؟
أثار هذا السؤال جدلاً فى أمريكا فى الأيام الماضية, رغم أنه يبدو قفزاً على سؤال يسبقه عن احتمال ترشح وينفرى، ومدى جدية الحديث عن إمكان خوضها السباق الرئاسى. فقد بدأ الاهتمام باحتمال ترشحها عقب الكلمة القوية والمؤثرة التى ألقتها الأسبوع الماضى فى حفل جوائز «جولدن جروب» التى فازت بإحداها، وهى جائزة مواجهة التحرش ضد النساء. لم تتضمن كلمتها حديثاً سياسياً مباشراً. ولكن بعض عباراتها حملت محتوى سياسياً بشكل ما، وأثارت تكهنات حول استعدادها لأداء دور جديد، مثل الحديث عن الأمل فى التغيير، واليوم الجديد الذى يبدو فى الأفق. وما إن انتهى الحفل حتى ضجت بعض مواقع التواصل الاجتماعى بتعليقات حول وينفرى بوصفها مرشحة رئاسية محتملة. ودخلت بعض وسائل الإعلام الكبرى على الخط، ونقلت «سى إن إن» عن مصدرين مقربين من وينفرى أنها تفكر بجدية فى الترشح لانتخابات 2020، ولكنها لم تقرر بعد.ولذا يظل السؤال عن احتمال ترشحها مفتوحاً، على نحو يجعل أى سؤال آخر سواء عن المعركة الانتخابية أو غيرها سابقاً لأوانه. لكن السؤال الأهم فى حالة ترشحها يتعلق بحالة الانقسام الاجتماعي-الثقافى العميق الذى كان فوز ترامب فى الانتخابات الأخيرة أحد تجلياته، وعاملاً مغذياً له فى آن معاً. ولنا أن نتصور كيف ستكون تداعيات معركة بين ترامب المتهم من جانب قطاع واسع فى المجتمع بأنه يتبنى مواقف عنصرية تجاه فئات عدة منها الأمريكيون السود الذين تعتبر وينفرى أحد نجومهم. ويالها من معركة تلك التى يمكن أن نتخيل بعض ملامحها اليوم. فنانة سوداء، ومنحازة للفقراء الذين نشأت بينهم رغم ثرائها الهائل الآن، ضد مرشح ورئيس يُنظر إليه باعتباره متعصباً للأمريكيين البيض ومنحازاً للأثرياء، فى لحظة يزداد فيها الانقسام الاجتماعي-الثقافى. غير أن خطر هذا الانقسام يظل قائماً بغض النظر عن ترشح ونيفرى من عدمه.
أرسل تعليقك