بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
عندما يختلط الجد بالهزل فى أزمة خطيرة يمكن أن تقود العالم إلى كارثة، نعرف أن طرفيها يتخبطان ولا يعرف أى منهما إلى أين المسير. هكذا تبدو أزمة كوريا الشمالية منذ أن اختار الرئيس ترامب التصعيد دون دراسة أو تقدير للموقف .
تهديدات بالجملة صدرت عنه فى خطب وتصريحات وتغريدات عبر «تويتر».ولكن هذه التهديدات لم تغير شيئاً فى موقف سلطة كوريا الشمالية التى تعيش فعلياً فى زمن آخر، لكنها تعرف أن مؤسسات السياسة الخارجية والأمن القومى فى واشنطن لن تسمح بمغامرة، أو عمل غير محسوب تنتج عنه خسائر بشرية واقتصادية وبيئية مهولة، وقد تتعذر معالجة تداعياته الكارثية.
ألا تملك واشنطن وسيلة للضغط على نظام كيم يونج إلا زيادة العقوبات التى بلغت فى المرة الأخيرة مستوى يلحق الأذى بكوريين بؤساء لا ذنب لهم فى كل ما يحدث. ولكن النظام المتحجر فى بيونج يانج يستطيع ممارسة سلوك استفزازى رداً على التهديدات، ورغبةً فى استغلال قابلية ترامب للاستفزاز0 ولذا لم يكن غريباً أن ينزلق الطرفان منذ شهور إلى معارك كلامية، وأن تتحول هذه المعارك من الجد إلى الهزل0
وهذا هو ما يحدث منذ أن اتخذ كيم يونج اون من خطابه بمناسبة العام الجديد فرصة لاستفزاز ترامب بطريقة جديدة. بدأ حديثه قائلاً إن كوريا الشمالية دخلت النادى النووي، وأن على العالم فهم هذا الواقع الجديد، والتزام الواقعية فى التعامل معه. لكنه لم يلبث أن لجأ إلى استفزاز من لا يستطيع ضبط نفسه فى مثل هذه المواقف، قائلاً إن الزر النووى موجود دائماً على مكتبه فى متناول يده.
وكان ممكناً ألا يلتفت أحد إلى هذا الخطاب، أو أن يمر بلا اهتمام كبير، لولا أن الاستفزاز الذى أراده الرئيس الكورى حقق هدفه، فانتفض ترامب ورد بأن لديه هو الآخر زراً، لكنه أكبر وأقوي، وأن هذا الزر يعمل، ملمحاً إلى عدم وجود دليل على أن برنامج بيونج يانج النووى اكتمل. وعلى مدى نحو أسبوع، لم تتوقف التعليقات الساخرة التى انصب معظمها على تغريدة ترامب، ومازال بعض الساخرين يسألونه أين يضع زره الذى لم يفصح عن مكانه بخلاف غريمه الكوري.
أرسل تعليقك