بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لا يستطيع الإرهاب تغيير الأوضاع فى أى بلد, لأنه لا يملك مشروعاً, وليس لديه سوى الخراب. الإرهاب محكوم عليه بالفشل فى النهاية, والتنظيمات الإرهابية مهزومة دائماً لأنها لا تستطيع الصمود طويلاً.
النجاح الوحيد الذى يُحقَّقه الإرهاب هو فى نشر الخوف والفزع، وخلق ارتباك فى البلدان التى يضرب فيها، خاصة عندما تُحدث عملياته آثاراً اقتصادية. وتتركز هذه الآثار عادة فى مجالى الاستثمار الأجنبى والسياحة.
ولذا يتعين التعامل مع هذه الآثار بعقل وحكمة, وبلا تفريط أو إفراط. أى نقص فى الإجراءات اللازمة للتأمين, أو فى الوفاء بمتطلباتها قد يحول دون تحقيق الغرض منها.
وتعد المطارات من أهم المنشآت التى تحتاج إلى أعلى مستوى من الأمن، وإلى أكثر إجراءات التأمين فاعلية وشمولاً. وتوجد فى المطارات المصرية الآن إجراءات صارمة بشأن تفتيش ركاب الطائرات، ومراقبة أمتعتهم وكل ما ينقل جواً. وازدادت هذه الإجراءات منذ سقوط طائرة روسية فى أكتوبر 2017، حيث زُودت المطارات بوسائل مراقبة أحدث وأكثر تقدماً. ولذا لا ضرورة للإفراط فى إجراءات التفتيش، وتكرارها ثلاث مرات فى مبنى الركاب الثانى الذى افتُتح مؤخراً، علماً بأن المرة الثالثة تقتصر على ركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال فقط دون سبب مفهوم.
يحدث التفتيش عند دخول المطار، ويتكرر بعد حصول الركاب على بطاقة الصعود للطائرة. وهذا كاف جداً فى ظل دقة التفتيش، وحرص القائمين به على أقصى مستوى من التدقيق. ولكن ركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال يُفاجأون بتفتيش ثالث لهم دون غيرهم عندما يغادرون القاعة المخصصة لهم، فى طريقهم للصعود إلى الطائرة.
وهذا اجراء يستدعى التساؤل عن مغزاه ومبرره ,فهل يوجد فى القاعة التى ينتظرون فيها شيء يُمثَّل تهديداً إذا أخذه أحدهم وصعد به إلى الطائرة. فأى فائدة يُحققها هذا التفتيش الإضافى الذى يثير دهشة, خاصة أن الكثير من مستخدمى القاعة سائحون ينبغى أن يفهموا سبب التفتيش الإضافى, لكى نترك انطباعاً طيباً لديهم فى نهاية رحلة تحتاج السياحة فى مصر إلى الكثير منها.
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك