بقلم/د. وحيد عبدالمجيد
يشغل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الكثيرين فى الولايات المتحدة وخارجها منذ أن بدأ حملته الانتخابية التى حفلت بمواقف مثيرة للجدل. ولا يقتصر الأمر على مواقفه السياسية والاجتماعية، واختلافه عن الاتجاه العام فى النخبة الأمريكية التقليدية. مظهره وملابسه وبعض سلوكياته الشخصية وطريقته فى التعامل مع الآخرين تثير مقادير متفاوتة من الاستغراب أيضاً.
وكانت ربطات عنقه الطويلة بشكل مفرط، والبعيدة عن معايير الأناقة، هى أول ما أثار استغراباً عندما أطل على الناس من موقع الطامح إلى خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، ثم بعد أن أصبح مرشحاً للحزب الجمهورى وخاض معركة انتخابية صعبة ضد هيلارى كلينتون التى قدمت خلال حملتها دروساً فى الأناقة ذات الطابع «الأرستقراطى» أكثر مما قدمت أفكاراً ورؤى جديدة.
وبعيداً عن السخرية الغالبة فى تناول هذا الموضوع فى وسائل التواصل الاجتماعى، عكف خبير فى رموز الملابس على بحث دلالة ربطات عنق ترامب، وتوصل إلى أنها تعبر عن جانب من شخصيته إذ تظهره ـ مع حركات يديه وصوته المرتفع ـ فى صورة عملاق وسط أقزام. وقال، فى «فيتشر» نشرته «نيويورك تايمز» أخيرا، إنه احتار فى البداية فى معرفة كيف تبقى ربطة العنق فى مكانها ولا تنحل عقدتها بسبب طولها، إلى أن اكتشف أنه يضع شريطاً لاصقاً فى داخلها لضمان ثباتها.
ومن أكثر ما يثير الاهتمام أيضا فى سلوك ترامب طريقته فى مصافحة الناس، والتى ازداد الاهتمام بها أكثر بعد استقباله رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، حيث أمسك يده وظل يهزها ويربت عليه لأكثر من عشر دقائق، رغم أن تصوير المصافحة لا يستغرق أكثر من دقيقة. وقدمت مونيكا ماتشينج الخبيرة فى لغة الجسد تحليلاً لهذه الطريقة فى المصافحة ملخصه أنها تدل على نرجسية وتمحور حول الذات.
وعندما نضع طريقة المصافحة هذه فى إطار ما تبين من توجهات ترامب حتى الآن، يبدو أنها تعبر إما عن شىء من الفظاظة، أو عن تلقائية بالغة تؤدى إلى التصرف بدون تقيد بقواعد «الإتيكيت» السائدة بوجه عام، وليس فى لقاءات رؤساء الدول والحكومات فقط.
وأياً كان الأمر، فقد ثبت أن خروج ترامب على المألوف أحد أهم عوامل حصوله على تأييد الأمريكيين الذين يبحثون عن تغيير أو تجديد بعيداً عن النخبة التقليدية التى تثير حنقهم.
أرسل تعليقك