آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لماذا نُنجب كثيراً؟

اليمن اليوم-

لماذا نُنجب كثيراً

بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد

شكوى مستمرة من زيادة معدلات الإنجاب. تتكرر هذه الشكوى منذ أكثر من نصف قرن. كثيرة هى الحملات الدعائية والإعلامية التى نُظمت تحت شعار التوعية بأخطار إنجاب عدد كبير من الأطفال0 ولا تقل عنها اللجان والهيئات والمجالس التى شُكلت لهذا الغرض.

ولكن مقارنة أوضاعنا بأحوال غيرنا فى العالم تفيد أن معدلات الإنجاب ترتبط بظروف المجتمع وأنماط حياته وثقافته أكثر من أى شيء آخر. وتمثل البلدان التى تقل فيها معدلات الإنجاب، وتؤدى إلى انخفاض مطرد فى أعداد السكان على نحو يدفع إلى القلق، دليلاً يُعتد به على ذلك. ففى بعض هذه البلدان تبذل جهود من أجل زيادة معدلات الإنجاب، ولكن بلا جدوى لأن نمط الحياة وما يرتبط به من ثقافة مجتمعية غالبة يؤدى إما إلى ضعف الإقبال على تكوين أسرة، أو قلة عدد الأطفال الذين يتم إنجابهم بشكل مطرد من جيل إلى آخر.

وقد خلصت دراسة حول هذه القضية فى اليابان إلى أن تراجع عدد المواليد ليس قابلاً للتغير بسرعة رغم القلق المتزايد من أن يؤدى ذلك إلى انخفاض عدد السكان من 127 مليون نسمة إلى أقل من مائة مليون خلال ثلاثين عاماً. وإذا عرفنا السبب الأساسى وراء تراجع معدلات الإنجاب فى اليابان، يمكن أن نعرف أو نتأكد من السبب الرئيسى لزيادتها فى مصر. فقد ثبت أن قوة ثقافة العمل فى اليابان تؤدى إلى استئثاره بساعات طويلة على حساب الحياة الاجتماعية، الأمر الذى يؤدى إلى تراجع معدلات الزواج وخصوصاً بعد أن أصبحت سوق العمل تستوعب الوافدين اليها سواء من الشباب أو الشابات. وبخلاف الحال فى اليابان، يفتقر المجتمع المصرى إلى ثقافة العمل ليس، لأنه كسول ولكن بسبب قلة فرص العمل وغياب المعايير الموضوعية التى تحفز على الارتباط به، والفجوة الكبيرة بين معدلات دخل نسبة معتبرة من العاملين ومتطلبات الحياة. ولذا يلجأ عدد كبير من الأسر الأكثر فقراً إلى إنجاب أعداد أكبر من الأطفال لتشغيلهم فى أعمال دنيا وتحويلهم إلى مصدر دخل. ويعنى ذلك أن إصلاح الاختلالات فى سوق العمل، وفى السياسة الاقتصادية، يؤدى إلى خفض معدلات الإنجاب تلقائياً بدون حاجة إلى حملات ومهرجانات إلا فيما قل أو ندر.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نُنجب كثيراً لماذا نُنجب كثيراً



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen