آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تطرف فى كل مكان

اليمن اليوم-

تطرف فى كل مكان

بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد

أوروبا مهددة بأكثر مما يتصور بعض متابعى أزمة انفصال إقليم كاتالونيا عن أسبانيا. التهديد لا يقتصر على الاتحاد الأوروبى الذى يمكن أن تُقوَّض تداعيات هذا الانفصال فكرته الأساسية. التهديد أعمق من ذلك، لأنه يتعلق بجوهر أوروبا الحديثة. أوروبا النهضة، والتنوير، والحداثة، أى منظومة القيم وأنماط الحياة التى تُمثَّل قلب التطور الراهن من الحضارة الإنسانية.

أسهمت عوامل كثيرة فى صعود تيارات قومية متطرفة تتبنى مواقف مناقضة لمنظومة القيم الأوروبية الحديثة فى مجملها، أى لروافدها الليبرالية والمحافظة والديمقراطية الاشتراكية وغيرها. انفصاليو كاتالونيا، مثل غيرهم من الانفصاليين فى أوروبا، قوميون متطرفون. تطرفهم الفكرى لا يقل خطراً عن النسخة السابقة للقومية المتطرفة فى ألمانيا (النازية) وإيطاليا (الفاشية) التى أشعلت أكبر حرب فى تاريخ البشرية حتى الآن. ولكن «توليفة» التطرف القومى الراهن مختلفة، وتجمع أقصى اليمين وأقصى اليسار فى معظم الحالات، بخلاف ما يبدو لمن يعتبرونه تطرفاً يمينياً.

وليست أوروبا وحدها المهددة بهذا التطرف، بل العالم كله. خطر التطرف القومى لا يقل عن التطرف الديني، فهما وجهان للعملة نفسها من ناحية رفض الآخر، والسعى إلى الانفصال عنه، أو إلغائه، أو إخضاعه. لا مكان لقيمة الحوار لدى المتطرفين دينيين كانوا أو قوميين. الحوار عندهم يعنى إما فرض موقفهم وخضوع الآخر له، أو المناورة والمداورة لكسب الوقت، وإعداد العدة لجعله سبيلاً لتحقيق أهدافهم. ويلاحظ من يتابع تصاعد أزمة كاتالونيا فى الأشهر الأخيرة أن الحوار كان مطروحاً فى مختلف محطاتها، ولكنه لم يحدث. أسهم سوء أداء الحكومة الأسبانية وضحالتها فى دفع الأزمة إلى طريق مسدودة منذ أن حاولت إلغاء الاستفتاء على انفصال كاتالونيا بالقوة. تصرفت بطريقة لا تختلف فى جوهرها عن تلك التى يفكر بها الانفصاليون. وهذا مؤشر على أن عدوى التطرف تنتشر بسرعة. كان فى إمكان الحكومة الأسبانية قبول إعلان تجميد نتيجة الاستفتاء، لكى تتيح فرصة للتفاعلات الطبيعية لتحديد وزن الانفصاليين الحقيقى فيه، لأن التوتر المتصاعد أضعف رافضى الانفصال رغم وجود مؤشرات يُعتد بها على أنهم أغلبية صامتة.

والحال أن العالم يتجه إلى مرحلة تعلو فيها أصوات التطرف بمرجعياته المختلفة، فى الوقت الذى مازال فيه إدراك حجم الخطر الذى يواجهه محدوداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطرف فى كل مكان تطرف فى كل مكان



GMT 06:09 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

درس لمن يعتبر

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تصحيح الخطأ
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen