بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد
تبدأ غدا عملية انتخاب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو الدولية، والتى تخوضها السفيرة مشيرة خطاب مرشحة عن مصر أمام سبعة منافسين. معركة انتخابية صعبة، ولكن فرصة المرشحة المصرية فيها قائمة.
الهيئة الناخبة هى المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو الذى يضم 58 دولة. ولأن فوز أى مرشح فى أول تصويت متعذر بسبب كثرة عدد المتنافسين، تتواصل عملية الاقتراع فى جولة ثانية وثالثة، وقد يتطلب الأمر الوصول إلى الجولة الخامسة لحسم المعركة.يوجد ثلاثة مرشحين عرب (مصر ولبنان وقطر) بعد انسحاب المرشح العراقى يوم الخميس الماضى لمصلحة السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر التى تخوض منافسة صعبة مع المرشحة الفرنسية والمرشح الصينى0 المرشح القطرى يعتمد على الإغراءات المالية لبعض البلدان الفقيرة الأعضاء فى المجلس التنفيذى. ولكن المتوقع أن يكون تأثير هذه الإغراءات أقل بكثير مقارنة بما حدث بخصوص استضافة مونديال 2022. وسيلاحظ متابعو هذه الانتخابات بدءاً من غد أن تطورات العملية الانتخابية خلال أيام الاقتراع أكثر أهمية من كل ما حدث فيها خلال الشهور الطويلة السابقة. وهذه هى خبرة كثير من الانتخابات السابقة، وخاصة انتخابات 2009 التى كان الفنان فاروق حسنى مرشح مصر فيها. فقد تصدر حسنى نتائج الاقتراع فى الجولتين الأولى والثانية، وحصل على 22 صوتاً بفارق ثمانية أصوات فقط عن الأغلبية المطلقة، بينما لم تحصل البلغارية إيرينا بوكوفا إلا على 8 أصوات فقط فى البداية. ومع ذلك فازت بوكوفا فى النهاية بصعوبة (31 مقابل 27) بعد التكتل الأوروبى وراءها حين أصبحت المنافسة محصورة بينها وبين حسنى. ويعنى ذلك أن بوكوفا التى كانت بدايتها متواضعة حصدت 22 صوتاً إضافياً فوق ما حصلت عليه فى الجولة الأولى.
وهذه خبرة ثمينة يفترض أن القائمين على حملة المرشحة المصرية درسوها بأدق تفاصيلها، إلى جانب غيرها من التجارب، لتحديد التكتيكات اللازمة لإدارة المرحلة الثانية فى العملية الانتخابية بدءاً من مساء الغد فور ظهور نتائج المجموعة الأولى.
ومن أهم هذه التكتيكات التوصل إلى تفاهمات مع حملة أحد المرشحين القويين (الصين وفرنسا) على تبادل الدعم فى لحظة الحسم النهائية. فإذا صارت المنافسة الأخيرة بين مصر والصين مثلاً، تقف فرنسا وكتلتها مع المرشحة المصرية، والعكس.
أرسل تعليقك