بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد
ما أكثرها الآن برامج النساء على الشاشات العربية. لا تخلو شاشة من برنامج تقدمه مذيعات، ويعنى بقضايا المرأة والمجتمع. تتفاوت هذه البرامج من حيث اقترابها أو ابتعادها من المعايير المهنية0 ومن البرامج الأولى فى هذا المجال برنامج «كلام نواعم»، الذى بدأ بثه قبل 15 عاما، ويعتقد البعض أنه رائد فى هذا المجال0 ولكن برامج النساء سابقة على ظهور البث الفضائى، حيث قدمت محطات تليفزيونية فى بلدان عربية عدة هذا النوع من البرامج منذ السبعينياِّت، بعد أن كانت بدايتها عبر الإذاعة المصرية فى برنامج «ركن المرأة» الذى قدمته الراحلة الكبيرة صفية المهندس فى نهاية الأربعينيات.
والكلام عن هذا البرنامج اليوم بمناسبة عرض عملين وثائقيين عن تجربته أحدهما ألمانى والثانى سويدى قبل أيام0 وقد تمكن صانعو العملين, كل بمقدار, من وضع أيديهم على ما يميز برنامج «كلام نواعم», وهو نوعية المذيعات اللاتى شاركن فى تقديمه، وارتفاع المستوى الثقافى والمعرفى لمعظمهن, ومن أهمهن المصريتان فوزية سلامة ونشوى الروينى0 السمة الغالبة لمذيعات هذا البرنامج أنهن لسن مجرد إعلاميات. منى أبو سليمان مثلا حاصلة على الدكتوراه فى الأدب الإنجليزى، وتتمتع بثقافة واضحة فى إدارتها للنقاش، واختارتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة فى بلدها. ونادية السقاف حاصلة على درجة الماجستير فى السينما, ومثقفة نشأت فى بيت ثقافى عربى معروف، حيث كان جدها الشاعر الكويتى الكبير أحمد السقاف.
أما الصديقة الكبيرة الراحلة فوزية سلامة, التى أجادت فى تقديم هذا البرنامج لسنوات, فهى كاتبة وباحثة وروائية مصرية رأست تحرير مجلة «سيدتى» فى مرحلة تألقها.
وينطبق ذلك على معظم من شاركن فى تقديم هذا البرنامج0 فهن لسن مذيعات تقليديات، أو مجرد فنانات أو شخصيات تم اختيارهن لشهرتهن, سواء نشوى الروينى، أوهيام أبو شديد (ابنة الشاعر إليا أبو شديد)، أوهبة جمال، أوفرح بسيسو، وغيرهن.
وهذا هو السبب الأول فى احتفاظ البرنامج ببعض رونقه رغم التراجع الواضح فى مستواه، وظهور عدد هائل من البرامج النسائية التى تتنافس على المشاهدات، والمشاهدين أيضا. أما السبب الثانى فهو عدم تجمد البرنامج عند شكله التقليدى الأول الذى استنسخته برامج نسائية أخرى، وتحوله إلى شكل قريب من المجلة التليفزيونية المتنوعة.
أرسل تعليقك