آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

اصطفاف .. لكنه ديمقراطى

اليمن اليوم-

اصطفاف  لكنه ديمقراطى

بقلم /د. وحيد عبدالمجيد

يعرف الرئيس الفرنسى الجديد إيمانويل ماكرون أن التحديات التى تواجهه لم يعترض مثلها طريق أى رئيس سابق منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958. ولعله يدرك منذ لحظة إعلان فوزه أن السنوات الخمس المقبلة تُمثَّل الفرصة الأخيرة لإنقاذ فرنسا من مصير مظلم مازال ينتظرها، بسبب ازدياد قوة اليمين المتطرف، وتنامى نفوذ اليسار المتطرف أيضاً.

ولذلك يتطلع ماكرون إلى بناء تيار جديد عريض يتجاوز الانقسام التاريخى بين اليمين واليسار المعتدلين، ويجمعهما معاً فى إطار جديد يضم قوى المجتمع المدنى الأكثر حيوية منهما، ويقوم على تجديد دماء فرنسا عبر الاعتماد على الشباب، وهو الذى يعد أقرب رؤساء فرنسا إليهم إذ لم يتجاوز عمره التاسعة والثلاثين.

وهذه هى الرسالة الأساسية التى تحملها تشكيلة الحكومة الأولى فى عهده برئاسة إدوارد فيليب الصغير السن أيضاً (46عاماً). تُقدَّم هذه الحكومة نموذجاً تجريبياً لكيفية بناء تيار وسطى عريض يضم أطيافاً سياسية وفكرية وجيلية متعددة تعبر عن المساحة المجتمعية الواسعة التى تمتد من يمين الوسط إلى يسار الوسط.

وبخلاف ما يذهب إليه معظم المراقبين والمحللين، وهو أن ماكرون يريد الاستفادة من التمثيل الواسع فى هذه الحكومة لدعم قدرته على تأمين أغلبية مريحة فى الانتخابات التشريعية فى 11 و18 يونيو المقبل، يبدو هدف ماكرون أكبر وأبعد. فهو يتطلع إلى بناء تيار عريض على أساس من التوافق الحقيقى القائم على اقتناع حر بين مكوناته، والمعتمد على مبادرات مجتمعية، وليس على إجبار أو إرغام أو أى نوع من الإكراه.

لا يقدم ماكرون نفسه بوصفه مُنقذاً أو مُخلَّصاً هبط على فرنسا ليأخذ بيديها أو يبنيها أو يُعلَّم شعبها ما لا يعلمه، بل يقدم رؤية واضحة وبرنامجاً متكاملاً. ولذلك تستطيع حكومة فيليب أن تعمل كفريق، رغم اختلاف وزرائها فى خلفياتهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم بين الحزبين الكبيرين السابقين (الجمهوريون والاشتراكى) وحركة ماكرون الجديدة، وتيارات وسطية عدة، فضلاً عن المجتمع المدنى الممثل بقوة, فى ظل اصطفاف للقوى المعتدلة على أساس ديمقراطى يتيح تفتح زهور مختلفة فى ألوانها وأشكالها وروائحها. فعندما يكون الاصطفاف ديمقراطياً، يصبح المجتمع بستاناً رائعاً وليس غابة مقفرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اصطفاف  لكنه ديمقراطى اصطفاف  لكنه ديمقراطى



GMT 10:16 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إضراب فرنسا

GMT 02:29 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

تعديل العلمانية!

GMT 12:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

في فرنسا... أنا غاضب إذن أنا موجود

GMT 00:21 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

لا أحد قادر على دفع فاتورة الحرب

GMT 01:24 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

نظرية المؤامرة تظهر فى فرنسا
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen