آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من الذين اغتالوه؟

اليمن اليوم-

من الذين اغتالوه

وحيد عبدالمجيد
بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

سيلقى جزاءه من أطلق النار على الكاتب الأردنى ناهض حتر وأرداه قتيلاً بثلاث رصاصات قبل أيام ولكن هذا القاتل ليس هو الوحيد الذى اغتاله، بل ربما يجوز القول إنه ليس إلا الحلقة الأخيرة فى عملية الاغتيال التى بدأت منذ إطلاق حملة هجوم ضارية ضده بعد أن أعاد نشر رسم كاريكاتورى تخيليى للطريقة التى يفكر بها المتطرفون فى الجنة.

انهالت عليه الاتهامات بالكفر والإلحاد بسبب عمل فنى يقوم بطابعه على الخيال، لم يقل أو يكتب ما يعبر عن رأى أو موقف ولم يقطع بأمر يمكن مناقشته، والبحث فيما إذا كان قد خرق ثابتاً من الثوابت الدينية أو لم يفعل. وما حدث هو أنه نشر على صفحته على موقع «فيس بوك» رسماً كاريكاتورياً، أى عملاً فنياً يراه كل من يتأمله بطريقته، وتتعدد الآراء بالضرورة فى استخلاص دلالته، ويستحيل أن يحدث اتفاق على معنى واحد يعبر عنه، وإلا ما كان عملا فنيا. فقد يراه البعض تنزيهاً للدين عما يُرَّوجه المتطرفون والإرهابيون، فى مقابل من يظن أن فيه إساءة لهذا الدين.

فالفرق كبير بين رأى واضح قاطع يتم التعبير عنه كتابة أو شفاهة بوضوح لا يقبل التأويل، والفن الذى يمزج بين الواقع والخيال، ولذلك كان من أطلقوا حملة التكفير ضده أول المشاركين فى اغتياله، وتلاهم من قدموا بلاغات ضده استناداً إلى اتهام فضفاض مَّطاط موجود فى معظم القوانين الدينية بصيغات متعددة، وهو إهانة المعتقد الدينى وفق الصيغة الأردنية، وازدراء الأديان حسب الصيغة المصرية.

ومن المحزن أن هذه البلاغات أدت إلى إلقاء القبض عليه، كما حدث لروائيين وباحثين عندنا فى الفترة الماضية، لمحاكمته بهذه التهمة التى أصبح من الضرورى مراجعتها فى القوانين العربية التى توجد فيها لضبطها بشكل قانونى صحيح، وتحديد أركانها بطريقة مُحكمة، بحيث لا يسهل استخدامها لمصادرة أعمال فنية وأدبية يتعذر على أى بلد أن ينهض بدون ازدهارها, وحتى لا تؤدى الى مزيد من الاغتيالات.

فمن عجب أن نحاكم الخيال الفنى والأدبى، ونغلق بالتالى مساحات ينبغى فتحها للإبداع وما يرتبط به من ابتكار واختراع يستحيل بدونهما تحقيق أية نهضة اقتصادية, وليست فقط فكرية, فى هذا العصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الذين اغتالوه من الذين اغتالوه



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen