آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

القتل بدم بارد

اليمن اليوم-

القتل بدم بارد

وحيد عبدالمجيد
بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما ينهار النظام العالمى، ويتحول مبدأ حفظ الأمن والسلم الدوليين إلى حبر على ورق، تنفلت القوة وتصبح عارية من أى غطاء شرعى، وتنتفى الحاجة إلى محاولة تغطيتها بأى مبررات أو ذرائع، ويدفع ملايين البشر ثمن هذا التدهور، ولا يجدون حماية من الترويع والفشل والتهجير القسرى والتطهير العرقى والتشريد فى بقاع الأرض0 وحين تفقد البشرية إنسانيتها، وتتخلى عن الأخلاق والمبادئ والقيم التى تُشَّكل معنى الإنسانية، يصبح الموت نتيجة القتل بدم بارد حدثاً عادياً لا يستحق من الاهتمام أكثر من بضع كلمات ادانة عابرة. 

ويبدو المشهد كما لو أن العالم يتفرج على عمل درامى مسلسل، ويتابع تطوراته كل يوم مثلما يفعل من يشاهدون المسلسلات الطويلة التى يتضمن كل منها عدة أجزاء، وفى كل جزء عشرات الحلقات. 

وفى مسلسل «القتل بدم بارد» المستمر فى منطقتنا منذ سنوات، والذى وصل إلى أحد أشد مراحله إثارة فى الأسابيع الأخيرة، أصبح الموت حدثاً عادياً بالنسبة إلى فئتين0 الأولى منهما تضم من يموتون بقذائف أو صواريخ أو براميل متفجرة تُلقى عليهم من أعلى، أو تستهدفهم عبر مدافع تطلق قذائفها من منطقة قريبة. وبين هؤلاء من يموتون جوعاً فى ظل شح المواد الغذائية فى بعض المناطق التى تدور فيها أحداث المسلسل، أو مرضاً بسبب نقص الأدوية أو نفاذها، ثم نتيجة اختفاء المستشفيات التى يحتاجون إليها للحصول على العلاج. 

أما الفئة الثانية فهم المقاتلون على الأرض، سواء كانوا جنوداً، أو عناصر فى ميليشيات يتكاثر عددها كالفطر فى العراق وسوريا، وبدرجة أقل فى ليبيا واليمن, أو أعضاء فى أجنحة مسلحة لتنظيمات أو أحزاب، أو إرهابيين فى تنظيم داعش أو غيره. 

كان الموت حدثا عاديا بالنسبة إلى هؤلاء الإرهابيين الذين اختاروا طريقه لهم ولغيرهم، وكذلك بعض عناصر الميليشيات التى تزعم مثلهم أنها تدافع عن عقيدة أو مذهب0 ولكنه صار كذلك أيضا لكل من يقاتلون فى هذه البلاد المنكوبة التى لم تعرف يوما معنى الحياة الحرة الكريمة التى يحبها الإنسان ويسعى إلى تحسينها. 

فقد تسلط عليها منذ عقود من دمروا معنى الحياة وجعلوا الأحياء أمواتاً، وخلقوا البيئة الموضوعية التى أصبح الموت فى ظلها حدثاً عادياً. 

المصدر : صحيفة الأهرام اليومي

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القتل بدم بارد القتل بدم بارد



GMT 04:54 2019 السبت ,11 أيار / مايو

بايدن .. وشباب حزبه

GMT 04:23 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

اشتراكية غير أُممية

GMT 22:51 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

أوبر .. وكريم

GMT 02:29 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

تعديل العلمانية!

GMT 23:37 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

إدارة الفقر
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen