آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

دولة «البقـالة» و«الجـزارة»!

اليمن اليوم-

دولة «البقـالة» و«الجـزارة»

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كلما اقترب شهر رمضان فى كل عام، أعلنت بعض أجهزة الدولة حالة تعبئة تحت شعار توفير السلع للمواطنين بأسعار معقولة. وهذا شعار لا يرتبط بشهر رمضان وحده، لأنه مرفوع طول الوقت. ولكنه يظهر بوضوح أكثر كلما هلت بشائر الشهر الكريم.

وبغض النظر عن مدى جدية مثل هذا الشعار وصدقيته، فهو يثير سؤالاً مسكوتاً عنه بحكم التعود على سياسات عامة جامدة لا تتغير ولا تتجدد، ويُعاد إنتاجها منذ أكثر من نصف قرن. والسؤال هو: هل من وظائف الدولة أن تعمل بقاَّلاً وجزاَّراً وبائع خضار وفاكهة. فقد كان مفهوماً أن تفعل بعض الدول ذلك فى مرحلة تنامى خلالها الاعتقاد فى أن العدالة الاجتماعية تتحقق عبر تحمل سلطة الدولة المسئولية عن المجتمع، فى إطار تدخلها فى كل شئ فى حياة الناس بأساليب بعضها مشروع وأكثرها ينطوى على انتهاك لحريتهم وخصوصيتهم، ويؤدى إلى إضعاف قدرتهم على المبادرة والإبداع والابتكار والمشاركة فى الشأن العام. وقد فشلت دولة «البقالة» و«الجزارة» فى تحقيق عدالة اجتماعية, ولم يبق منها الا شعارات خاوية0 فأى أثر فعلى يمكن أن يحققه طرح كميات من السلع بأسعار قد تكون مخفضة سواء فى المجتمعات الاستهلاكية، أو فى سيارات تجوب بعض الشوارع، فى بلد وصل عدد سكانه إلى 90 مليوناً يعانى نصفهم على الأقل درجات متفاوتة من الفقر؟ واذ يبدو هذا الأثر ضئيلا, يصبح الاستمرار فى هذا النوع من السياسات تعبيرا عن أن صانعيها لا يعرفون الأساليب الحديثة لتوفير السلع بأسعار عادلة للمواطنين. ومن أهم هذه الأساليب خلق آلية لحوار مستمر بين ممثلى القطاعات الأساسية الثلاثة المعنية بهذا الموضوع، وهى اتحادات المنتجين وروابط التجار وجمعيات المستهلكين.

ووظيفة الدولة الحديثة هى أن تضع هذه الآلية وتوفر المقومات اللازمة للحوار الذى يقوم عليها، وتقوم بدور الوساطة عند اللزوم بين أطراف هذا الحوار، وخاصة فى بدايته، وتُيَّسر سبل التوصل إلى النتيجة المستهدفة وهى هامش الربح المنصف لكل من المنتج والتاجر سواء الكلى أو الجزئي، والسعر العادل للمستهلك.

وهذه الطريقة الحديثة تُخفَّف الأعباء التى تضعها الدولة التقليدية غير الحديثة على عاتق أجهزتها، وتضمن تحقيق ما يستحيل إنجازه بوسائل عفا عليها الزمن. ولكن هذه الطريقة تتطلب وجود مجتمع مدنى قوى وحيوي، لأن ممثلى القطاعات الثلاثة جزء منه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة «البقـالة» و«الجـزارة» دولة «البقـالة» و«الجـزارة»



GMT 02:27 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

صلاح.. وآفة الغرور

GMT 05:19 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

مبنى الركاب الثانى

GMT 01:22 2018 الأربعاء ,22 آب / أغسطس

ليبراليون أم ديمقراطيون؟

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

مع الغرب.. وضده

GMT 00:29 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

يوتوبيا التنمية المستقلة
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen