آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الحب فى زمن الجنون

اليمن اليوم-

الحب فى زمن الجنون

بقلم/د. وحيد عبدالمجيد

غريب أمر هذا العالم. يظن من يتابع طقوس عيد الحب «فالنتاين»، الذى يحل مرة أخرى اليوم، أن الأصوات التى تُحرَّض على كراهية الآخر ترتفع فى كوكب بعيد. لا تقتصر هذه الأصوات على منطقتنا التى تحصد حروبها الأهلية وصراعاتها العنيفة أرواحاً، وتُخرَّب أخري. ترتفع أصوات كراهية الآخر الآن فى الغرب الذى سبق العالم إلى ثقافة التسامح وقبول الاختلاف. شهد العام الذى مضى منذ 14 فبراير 2016 انحساراً غير مسبوق لهذه الثقافة فى قطاعات متزايدة من المجتمعات الغربية. ولذلك أصبح المشهد يدل على أننا ذهبنا إلى زمن الجنون مرة أخرى بطريقة مختلفة عن سابقاتها التى شهد النصف الأول من القرن العشرين آخر تجلياتها فى حربى 1914-1918، و 1939-1945.

ومع ذلك يحتفل من تمتلئ قلوبهم بكراهية المختلفين معهم سياسياً أو دينياً أو مذهبياً أو عرقياً بـ«فالنتاين». ويغرق بعضهم فى طقوس هذا اليوم كما لو أن قلوبهم تنبض خيراً وجمالاً وتسامحاً. وهم يشبهون أولئك الذين لا تعدو الأديان لديهم طقوساً شكلية يؤدونها بطريقة آلية فى أماكن العبادة وغيرها، ثم يجعل هذا أو ذاك منهم دينه حاجزاً مع الآخر، ودافعاً إلى قتله أو إقصائه أو الحط من شأنه.

كارهو الآخر المختلف لا يمكن أن يحبوا أحداً، لأن قلوبهم خاوية مثل أرواحهم. وليس فى إمكان قلوب لا تعرف معنى التسامح على المستوى العام أن تنبض حباً حقيقياً فى المجال الخاص.

يضيق العالم فى زمن الجنون الجديد بأفكار التسامح من جون لوك (1632-1704) إلى كارل بوبر (1902-1994). يبدو التمسك بها اليوم مثل القبض على الجمر. كان كارهو الآخر يجادلون فى مراحل سابقة بأنهم لا يستطيعون التسامح مع من لا يؤمنون بالديمقراطية والحرية. وكان بوبر يوضح عدم إمكان تجزئة التسامح، ويشرح كيف أننا جميعاً قابلون لأن نخطئ، وأن واجب كل منا مقاومة الوقوع فى أسر الشعور البالغ الخطر بأنه الذى يملك الحقيقة دائماً.

أما كارهو الآخر اليوم فهم يكرهون كل من يتخيلون أنه قد يكون خطراً عليهم، ويعاقب بعضهم شعوباً بأسرها، ثم يذهبون للاحتفال ب«فالنتاين». حقاً إنه زمن مجنون أكثر من أى مرحلة مضت منذ أن عرف العالم معنى التسامح، وعلاقته بالحب والخير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب فى زمن الجنون الحب فى زمن الجنون



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen