آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

صلاح الدين .. والتهافت اللعين

اليمن اليوم-

صلاح الدين  والتهافت اللعين

بقلم /د. وحيد عبدالمجيد

ليس الجدل الراهن المتهافت حول صلاح الدين الأيوبى إلا أحد مظاهر التدهور الثقافى والمعرفى، وحالة التسطيح التى تدفع بعض المثقفين إلى الإدلاء بتصريحات مثيرة بدلاً من تقديم أفكار منيرة. يتحول التاريخ فى ظل هذا التهافت الصاخب، أو ما يُطلق عليه فى لغة التواصل الاجتماعى «الهرى»، إلى حكايات مسطحة ومنزوعة من سياقها يدور حولها سجال حاد يبعث على الخجل من حالنا.


حكايات تُروى بطريقة ساذجة، سواء التى تحط من شأن صلاح الدين أو التى تسعى إلى إضفاء قداسة عليه، بمعزل عن محدَّدات عصره (القرن الثانى عشر) ومعطياته. لم يكن صلاح الدين الأيوبى فريداً فى أى مما فعله فى البلاد التى خضعت لحكمه. فقد وصل الحكام إلى السلطة فى ذلك العصر اعتماداً على القوة والعنف أو الخداع والتدليس أو عبر تحالفات سرعان ما انقلبوا على شركائهم فيها. كان الحاكم يعتبر الإقليم الذى يخضع لسلطته ملكاً له ولعائلته وحاشيته، فيوزع الغنائم على أبنائه وأقاربه وأتباعه. ولم يكن صلاح الدين إلا واحداً من هؤلاء حين قام مثلاً بتوزيع المناطق التى حكمها بين أبنائه وأحد إخوته وابن عمه، بالإضافة إلى اثنين من أبناء إخوته. حدث مثل ذلك بأشكال مختلفة فى مختلف أنحاء العالم فى ذلك الوقت، بما فى ذلك حكام أوروبا خلال فترة حكم صلاح الدين التى تصاعدت فيها الصراعات على السلطة فى كثير من بلدانها, وحارب هنرى الأول فى بريطانيا مثلاً أخاه الأكبر0 كما شهدت الفترة نفسها بداية تدشين محاكم التفتيش الرهيبة التى أُسست على مرسوم بابوى بتحريم ما أُطلق عليه البدع الخبيثة والملعونة.

لقد كان صلاح الدين ملكاً من ملوك تلك المرحلة التى كانت القوة فيها مصدر الشرعية، سواء قوة عارية من أى غطاء، أو مستترة وراء دين أو عقيدة أو مذهب.

والحال أن هذا هو ملخص تاريخ البشرية البائسة على مر عصوره القديمة والوسيطة، قبل أن يبزغ نور الديمقراطية مرتبطاً بتفتح العقل وتنوره فى العصر الحديث. وأول قواعد المنهج العقلى العادى، وليس العلمى فقط، أن تُقيَّم ما حدث فى هذا التاريخ بمقاييس ظروفه وليس بمعايير العصر الحديث الذى لم نلحق به بعد على أى حال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح الدين  والتهافت اللعين صلاح الدين  والتهافت اللعين



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen