آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أليست هذه وحشية؟

اليمن اليوم-

أليست هذه وحشية

وحيد عبدالمجيد
بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما أصدر أستاذ الاقتصاد الكبير الراحل د. رمزى زكى كتابه الذى أحدث جدلاً واسعاً «الليبرالية المستبدة» 1993، استنكر المختلفون معه وصفه الاتجاه الليبرالى الذى تحدث عنه بالتوحش. فقد قصد تيار «الليبرالية الجديدة» التى كتب دراسة عنها فى مجلة «عالم الفكر» أكتوبر 1996.

وهذا هو التيار السائد فى كثير من الأوساط الاقتصادية، والمؤسسات المالية والنقدية، فى العالم منذ السبعينيات. ويتبنى صندوق النقد الدولى أهم ركائز هذا التيار الذى قد يكون وصفه بالوحشية قاسياً، ولكنه ليس بعيداً عن الحقيقة لأنه لا يعبأ بالفقراء والضعفاء، بل يحتقرهم ويراهم عقبة أمام التقدم.

ويرتبط ذلك بالفلسفة الاقتصادية لهذا التيار0 وهى تقوم على مبدأ الاستحقاق الذى بلوره كل من دانيال بيل فى كتابه »بزوغ مجتمع ما بعد الصناعة«، وروبرت نوزيك فى كتابه «الفوضى والدولة واليوتوبيا».

ويتلخص هذا المبدأ فى أن الأشخاص الذين يحققون الثراء ويجنون مكاسب كبيرة يستحقون ذلك بسبب مواهبهم الفطرية التى تُمكَّنهم من النجاح والإنجاز. ولنلحظ هنا التركيز على مسألة فطرية مواهب الأكثر ثراءً، لأنها تُستخدم فى تبرير رفض أى تدخل لإعادة توزيع الدخل. فالموهبة الفطرية هنا سابقة على أفكار العدالة الاجتماعية التى يعتبرها الليبراليون الجدد متعارضة مع طبائع الأمور.

يوضح نوزيك الأمر على النحو التالي: إذا كان مستحيلا لأى مؤسسة أو آلية أن تتحكم فى المواهب فتحرم المولود ذكياً من بعض ذكائه، وتضيف إلى من ينشأ غبياً بعض الذكاء، فليس من حقها بالتالى أن تأخذ من ذاك لتعطى هذا حتى لا تخل بالتراتب الاجتماعى الطبيعي.

غير أن نقطة الضعف التى عجز مفكرو الليبرالية الجديدة عن معالجتها هى نتائج البحوث التى أثبتت أن قدرات الفرد المكتسبة يمكن أن تكون أكثر من مواهبه الفطرية, وأن الكثير من الخصائص التى تحدد قدرات الفرد يرتبط بالبيئة التى ينشأ فيها، وأن الحراك الاجتماعى يتحقق من خلال ضمان تكافؤ الفرص فى هذه البيئة.

وعندما تنكر الليبرالية الجديدة معطيات من هذا النوع, وتصر على أن من ولدوا فقراء يبقون كذلك, ألا تعد هذه وحشية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أليست هذه وحشية أليست هذه وحشية



GMT 04:54 2019 السبت ,11 أيار / مايو

بايدن .. وشباب حزبه

GMT 04:23 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

اشتراكية غير أُممية

GMT 22:51 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

أوبر .. وكريم

GMT 02:29 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

تعديل العلمانية!

GMT 23:37 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

إدارة الفقر
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen