بقلم/د. وحيد عبدالمجيد
ليس معجزةً انتصار برشلونة المبهر على سان جيرمان مساء الأربعاء الماضى بفرق خمسة أهداف, وتأهله بالتالى لربع نهائى مسابقة دورى أبطال أوروبا لكرة القدم بعد أن كان أمله ضعيفا حين فاز الاخير برباعية نظيفة فى مباراتهما الأولى قبل ما يقرب من شهر. المفاجأة كانت مدوية. احدثت هزيمة برشلونة يومها أصداء هائلة فى مصر ليس لأن عدداً يعتد به من مشاهدى الكرة الأوروبية يُشَّجعون فريق برشلونة فقط، ولكن لأن هزيمته أدت إلى تأجيل زيارة نجمه الكبير ميسى إلى القاهرة.
ظل محبو الكرة الحقيقية, التى لا يوجد لدينا ما يشبهها, فى انتظار مباراة العودة التى استضافها برشلونة فى «كامب نو». وكانت كلمة المعجزة قاسماً مشتركاً فى معظم عناوين التغطيات التى نشرت فى معظم الصحف والمواقع الإلكترونية.
بدت تلك الكلمة هى الأكثر تعبيراً عما يحتاجه فريق يتوقف صعوده على الفوز بفرق خمسة أهداف، رغم أنها تنطوى على معنى خرافى وترتبط بفعل لا يقدر عليه البشر. ولذلك يصبح السؤال المطروح بعد أن فاز فريق برشلونة بالفعل هو: هل تُعد هذه معجزةً، أم نجاحاً اعتمد على تخطيط علمى، واستند على عمل جاد فى اطار خطة محكمة تحدد طريقة اللعب وكيفية إدارة جهد اللاعبين خلالها، والتعامل مع وقت محدد ومحدود؟
من شاهد المباراة وتأملها جيداً يستطيع إدراك أنه لم تكن هناك معجزة، لأن نتيجتها عبرت عن مسارها منذ بدايتها، حيث أدارها مدرب برشلونة لويس إنريكى بطريقة علمية أثبتت أن الهجوم الذى إنهال عليه عقب الهزيمة من سان جيرمان كان إنفعالياً. قدم مع فريقه درساً جديداً فى علم الكرة, وليس فى فنونها فقط, بدءاً من استيعاب الضغوط الهائلة الناتجة عن صدمة المباراة الاولى, وليس انتهاءً بتخطيط منهجى استهدف إعداداً فنياُ ونفسياً أتاح للاعبين التماسك عقب تسجيل هدف سان جيرمان الذى جاء فى وقت جعل المهمة أصعب0 ولا يخفى أيضاً أثر التاريخ العريق الذى يزيد الشعور بالمسئولية فى مثل هذه المواقف, ويخلق روحاً تمزج التخطيط والأداء بالإرادة0
ولذلك لم يكن انتصار برشلونة معجزةً أو أمراً خارقاً للعادة يستعصى على العقل والفهم والمنطق ، بل عملً عظيمً يستطيع الناس تحقيقه فى أى مجال حين تكون لديهم رؤية وخطة ومنظومة صالحة.
أرسل تعليقك