آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المثليون .. عندنا وعندهم

اليمن اليوم-

المثليون  عندنا وعندهم

وحيد عبدالمجيد
بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا تقتصر آثار تردى الحالة الثقافية العامة على المجتمع وأنماط الحياة فيه فقط، أو على أوضاع العلم والمعرفة فحسب. تشمل هذه الآثار ضعف القدرة على فهم الثقافات الأخرى فى العالم، وربما أيضاً صعوبة إدراك بعض ما يحدث فيه.
ولذلك لا نستغرب أن تؤدى خصومة سياسية مع عضو فى مجلس العموم البريطانى إلى مهاجمته بطريقة تدل بوضوح على أننا لا نعرف شيئاً عن ثقافة الغرب فى المرحلة الراهنة. فقد ظن بعض الغاضبين من النائب البريطانى بسبب تقرير قام بدور رئيسى فى إعداده أنهم وجدوا ضالتهم عندما قال هو عن نفسه (وبنفسه) أنه مثلى (أى شاذ جنسياً وفق التعبير السائد عندنا).
وأخذنا نقرأ ونسمع من يسخرون منه لأنه مثلي, ويظنون أن فى نعته بالمثلية تحقيراً له, ويغفلون أنه حين ينعت نفسه بهذه الصفة فهذا يعنى أنها ليست سيئة وفق الثقافة السائدة فى مجتمعه.
والمدهش أن من يفعلون ذلك لا يدركون أن الاتجاه السائد فى المجتمعات الغربية الآن لا يرى فى المثلية عيباً أو جُرماً أو حتى خروجاً على المألوف، بل ينظر إليها باعتبارها ظاهرة عادية، بخلاف الحال فى ثقافتنا التى ترفضها وتذمها. ولذلك يندر أن تجد مثلياً يقدم على التصريح بأنه كذلك فى أى من بلاد الشرق.
وهذا الاختلاف بين الثقافات، وبالتالى بين دلالات الألفاظ من ثقافة إلى أخري، أمر طبيعي. ولذلك يتعين على من يجدون أنفسهم فى مواقع تتيح لهم التواصل مع العالم، وخصوصاً حين يفعلون ذلك بصفتهم مُمثلين لبلدنا على أى صعيد، أن يحاولوا معرفة ثقافات المجتمعات التى يتعاملون مع أشخاص أو هيئات فيها.
وعليهم أيضاً إدراك أن دلالات الألفاظ بالغة الأهمية فى هذا السياق لأنهم قد يواجهون مواقف تفرض البحث عن كلمات معينة للتعبير عما يريدون قوله بطريقة تحقق مكسباً ولا تؤدى إلى خسارة، خلال أدائهم مهام تتعلق بالمهام التى يشغلونها. ونذكر هنا بمثال مشهور يتعلق بالفرق بين دلالة كلمة أراض فى اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية عند صياغة قرار مجلس الأمن 242 لعام 1967.
وربما يكون هذا «أضعف الإيمان» حين يصل التخلف الثقافى إلى حد عدم معرفة الفرق بين دلالة كلمة لدينا، وعند غيرنا.
المصدر : صحيفة الأهرام
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثليون  عندنا وعندهم المثليون  عندنا وعندهم



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen