آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

في الطريق إلى عدوان واسع

اليمن اليوم-

في الطريق إلى عدوان واسع

بقلم : طلال عوكل

الجريمة الجديدة التي ارتكبها عناصر من "الموساد"، فجر السبت الماضي، العشرين من الجاري، تضاف إلى مسلسل جرائم الاحتلال، التي لا تعرف ساحة محددة، لممارستها.

بالنسبة للفلسطينيين، لا يحتاج الأمر لانتظار التحقيقات التي تجريها السلطات الماليزية أو غيرها، حتى يتأكدوا من أن القاتل هو الموساد الإسرائيلي، فإذا كان ملف الاغتيالات التي يقوم بها الموساد طافحاً بالجرائم فإن الفلسطينيين لا يعرفون جهة واحدة في هذه الدنيا، يمكن أن تقف وراء مثل هذه الاغتيالات من واقع مصلحة أو من واقع عداء يصل إلى هذا المستوى من الفعل، دون الذهاب بعيداً في تاريخ عمليات الاغتيال التي طالت عشرات القيادات الفلسطينيين والكوادر الفاعلة، فإن قريب الزمن يقدم أمثلة جديدة. موقع الساعة الثامنة يتحدث عن ثلاثة اغتيالات قام بها الموساد خلال الربع الأول من العام، ليكون المهندس فادي البطش رابعهم. وحسب الموقع، فإن إسرائيل مسؤولة عن اغتيال، طالب لبناني متخصص في الفيزياء النووية، في فرنسا يوم الثامن والعشرين من شباط، قبل ذلك فقط بثلاثة أيام وفي كندا قام الموساد باغتيال طالب لبناني آخر، بسبب أطروحة عن سيطرة اليهود على الاقتصاد العالمي، وبعد أن كان تلقى تهديدات في حال لم يتوقف عن العمل في أطروحته.

المهندسة إيمان حسام الرزة، نابغة فلسطينية وجدت جثة هامدة، يوم الخامس والعشرين من آذار المنصرم، كانت تعمل مستشارة في الكيمياء وتعرضت لابتزاز من قبل ضابط مخابرات إسرائيلي قبل مقتلها بفترة وجيزة.

من الواضح أن جهاز الموساد، لم يتوقف يوماً عن العمل في ملاحقة العقول الفلسطينية والعربية، وبعض جرائمه تمر دون ضجيج والقليل منها يستحوذ على مساحة في الإعلام، ولكن دون أن تتوقع إسرائيل ردعاً. في قضية الشهيد فادي البطش، أبدى المستوى السياسي والأمني والإعلامي اهتماماً أكبر بكثير وأوسع من الاهتمام الذي أبداه الجانب الفلسطيني، وكأن القاتل يقول: ها أنا ذا خذوني.

لتبرر إسرائيل جريمتها تتحدث عن أن البطش أحد قيادات "حماس" من ذوي الخبرة في تطوير الطائرات المسيرة، وفي صناعة الصواريخ، لكن الأهم هو أن مسؤوليها يتحدثون عن أن "حماس" تقوم بتفعيل وتنشيط العمل العسكري ضد إسرائيل في الساحة الدولية، ويحذر وزير الاتصالات والاستخبارات والطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس "حماس" من الإقدام على استهداف ضباط إسرائيليين في الخارج، من أن ذلك سيؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة واستهداف قياداتها في الداخل، فضلاً عن الخارج.

بطريقة لا تنفي مسؤولية إسرائيل عن اغتيال فادي البطش، يحاول كاتس أن يدعي بأن إسرائيل لا تنشط ضد الفلسطينيين في الساحات الخارجية. معروف لدى إسرائيل وكل من يتابع السياسات الفلسطينية أن الفصائل توقفت منذ زمن طويل عن تنشيط جبهة العمل الخارجي في ملاحقة عملاء الموساد، ومعروف أيضاً أن حركة حماس تحديداً لم تمارس مثل هذا النشاط، وأن تهديدها بالرد على عملية الاغتيال، لا تعني أنها تنوي تغيير سياساتها.
في الواقع، إن توقيت عملية الاغتيال، يتزامن مع تهديدات إسرائيل التي لا تتوقف منذ بدء "مسيرة العودة الكبرى"، في الثلاثين من آذار المنصرم، وكلما اقترب موعد الخامس عشر من أيار الذي سيكون ذروة هذه المسيرة، أصبحت التهديدات الإسرائيلية أكثر جدية.
يعكس ذلك، مدى الارتباك الشديد والقلق الذي يسيطر على السياسة الإسرائيلية إزاء استمرار فعاليات مسيرة العودة، الأمر الذي يجر على إسرائيل المزيد من الإدانات الدولية، والمزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني. لم تفلح ومن غير المتوقع أن تفلح إسرائيل في إيجاد سبل وقف فعاليات مسيرة العودة، إلا باستخدام القوة المفرطة والمزيد من القوة الغاشمة التي تراكم المزيد من ملفات جرائم الحرب التي ترتكبها بحق هذا النشاط الشعبي السلمي.
وعودة إلى التوقيت، فإن إسرائيل حاولت عبر توسيع دائرة القتل أن تستدرج رداً فلسطينياً، بحجم ونوع يبرر لها توسيع نطاق عدوانها، بهدف وقف نشاطات مسيرة العودة، لكنها لم تفلح حتى الآن. يدرك الفلسطينيون ما تسعى إليه إسرائيل ولذلك فإنهم يحرصون كل الوقت وبقوة على ألا يقدموا لها المبرر، ما يعني أن عملية الرد على الاغتيال الغاشم، لن يتخذ طابعاً عسكرياً في هذه الفترة.

تتوقع إسرائيل أن اغتيال عالم فلسطيني بحجم فادي البطش سيدفع المقاومة الفلسطينية للرد، بما يمنحها مبرر توسيع العدوان، ولذلك فإنها إن لم تنجح ولن تنجح، فإنها ستحاول مرة تلو الأخرى، وقد تمتد محاولات الاغتيال لتطال قيادات أو كوادر مهمة من فصائل المقاومة في غزة أو الضفة أو الخارج. أما إن لم تنجح مرة أخرى فإننا كلما اقتربنا من موعد الخامس من أيار، فإن الوضع يقترب من الانفجار؛ إذ إن إسرائيل لن تسمح بوصول الحراك الشعبي الفلسطيني إلى محطة الذروة. هذا يعني أن إسرائيل قد تصعد وتوسع العدوان على غزة قبل الخامس عشر من أيار، أو أن تتخذ منه ذريعة لتوسيع العدوان بهدف وقف هذا الحراك، وتحويله إلى ساحة المواجهة العسكرية التي ترغبها إسرائيل، وتسعى إليها.

المصدر :جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الطريق إلى عدوان واسع في الطريق إلى عدوان واسع



GMT 06:38 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

حين يتوحّد الشعب في الميدان

GMT 06:38 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

حين يتوحّد الشعب في الميدان

GMT 06:41 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

أكثر من هدوء وأقل من حرب
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen