بقلم - منى بوسمرة
مع كل يوم، تُثبت الأحداث صلابة العلاقات الإماراتية السعودية، فقد تطورت عبر عقود من علاقات تقليدية بين بلدين إلى علاقات شراكة استراتيجية، ثم ارتقت نحو التكامل بين البلدين والشعبين في مختلف المجالات، حتى غدا البلدان أهم محور سياسي واقتصادي في المنطقة.
لهذا، فنحن لا نشارك الشعب السعودي احتفالاته باليوم الوطني، بل نحتفل فيه باعتباره يومنا أيضاً، لأننا نؤمن بأننا شعب واحد في بلدين، فرحنا واحد، ومجدنا واحد، فعلاقاتنا لا تحكمها المصالح والتحالفات المرحلية، يحكمها ويجمعها المصير الواحد والهدف الواحد.
من عمق هذه العلاقة، تصدّت الإمارات والسعودية معاً، بعزم لا يلين وبرؤية متوحدة لمؤامرات الشر التي تستهدف الأمة، وتريد العبث بمقدراتها، فشكّلتا حائط الصد المنيع، والقلعة التي واجهت ولا تزال عواصف المنطقة، وساندت الشقيق والصديق القريب والبعيد من أجل خير الأمة وعزتها وصيانة هويتها وأمنها من عبث وتخريب الطامعين، كل ذلك من غير أن تتوقف عجلة النهضة والازدهار، بل زادت تقدماً وزهواً في كلا البلدين. ما يجمع الإمارات والسعودية لا تؤثر فيه مشكلات المنطقة وتشظياتها، بل أثبتت الأحداث أن ذلك يزيدها توحداً لتحقيق الأهداف الكبرى، لأن رؤى قيادة البلدين متطابقة في مواجهة الأخطار ومسارات تحقيق الغايات والإنجازات التي تخدم شعب البلدين.
ما غرد به محمد بن راشد عبر «تويتر»، بمناسبة اليوم الوطني السعودي، لم يكن مجاملة دبلوماسية، أو تهنئة عادية، بل كان تعبيراً عن وجدان كل إمارتي نحو بلد الحرمين، وكان تعبيراً عن الفخر بإنجازات المملكة، ودعماً وثناء وتأييداً لمبادرات الملك سلمان وولي عهده، سواء نحو شعب السعودية الذي بايعهم والتف حولهم، أو لما تقدمه السعودية لمليار ونصف المليار مسلم على امتداد العالم.
أما ما غرد به محمد بن زايد فكان أيضاً تأكيداً لعلاقة دائمة وقوية برباط لا ينفك بين البلدين، وعلاقات تاريخية متجذرة وشراكة عميقة برؤية موحدة حول التحديات الحالية والمستقبلية، وكان تجسيداً للعزم على تعزيز التضامن والتكامل لخير البلدين والمنطقة. كان سموه في غاية الوضوح بتأكيد حتمية الوقوف معاً في صف واحد لحماية أمن واستقرار المنطقة ومواجهة المخاطر والتهديدات التي تحيط بها.
لقد شكلت الأخوة والتاريخ والمصير المشترك طاقة لا تنضب نحو تحقيق الإنجازات والأهداف المشتركة في حماية أمن المنطقة، ومساندة الأشقاء على تجاوز المحن أمام محاولات محاور الشر للنيل من مقدراتهم وخطف مستقبلهم. ليس هذا فقط، بل عزمت قيادتا البلدين على تغيير الصورة النمطية عن المنطقة، والسير بها إلى ضفاف الأمل والنور، ليبرز وجهها الحضاري، ولتصبح أكثر نماء ورخاء وازدهاراً، وتشارك في استئناف الحضارة عبر استعادة صورتها الأصلية وقيمها النبيلة التي شوهها الفكر الضال وأطماع الشر.
اليوم الوطني للسعودية مناسبة للتأكيد أن عز بلاد الحرمين وقوتها ومنعتها هو عزة وقوة ومنعة للأمة كلها، ورايتها راية كل العرب والمسلمين، ومن يقرأ الواقع المحيط، يدرك حجم تحديات الواقع والمستقبل التي نجح نموذج العلاقة الإماراتية السعودية في التصدي للكثير منها، ما يؤكد أن هذا التحالف العضوي بين الإمارات والسعودية، بما يمثله من ثقل سياسي واقتصادي وعسكري، هو قاعدة صلبة لاستعادة الفعل العربي الغائب، وقوة أمان أثبتت قدرتها على المبادرة والعزم والحزم، فسمعت العواصم صدى صوتها وفعلها.
أرسل تعليقك