بقلم - منى بوسمرة
وقفت الإمارات، طوال تاريخها إلى جانب كل الشعوب في قضاياها العادلة ومعاناتها، سواء تلك الشعوب التي تعرضت لكوارث طبيعية، أو عانت من الصراعات السياسية، أو الاحتلال، والكل يعرف أن يد الإمارات الطاهرة مسحت التعب عن وجوه الملايين، من دون منة على أحد.
لم يبق موقع في العالم إلا ووصلته الإمارات، بتوجيه من قيادتنا، من خلال الدعم الحكومي للتنمية في دول كثيرة، والمشاريع التي أقيمت، وحملات الإغاثة الإنسانية، التي أجزلت العطاء من دون تمييز بين عرق أو دين أو لون، بل كانت إنسانية بما تعنيه الكلمة، ولا غاية سياسية وراءها.
قصة الإمارات مع الشعب الفلسطيني، هي إحدى القصص التي تستحق أن تروى، حين دعمت الإمارات الشعب الفلسطيني في مواجهة معاناته، ولم تزاود عليه، ولم تتدخل في شؤونه، ولم تحاول أيضاً توظيف قضيته في الصراعات السياسية، وهو أمر نراه من جانب بعض الدول، التي ساهمت في إيذاء الفلسطينيين، ووظفت مآسيهم في أجندات كثيرة، ولم تقدم لهم سوى الشعارات والكلام.
آخر ما قدمته الإمارات للشعب الفلسطيني، الدعم المالي الكريم لوقود المستشفيات في غزة، عبر تمويل العجز في برنامج الأمم المتحدة المخصص لتوفير الوقود لتشغيل الكهرباء في القطاع، وهو تبرع يضاف إلى سلسلة طويلة من دعم قطاعات التعليم والصحة، سواء في غزة، أو الضفة الغربية، أو القدس، وهكذا مواقف تفيد الفلسطينيين، أضعاف ما يفيدهم سعي دول كثيرة، لاستدراجهم في صراعات إقليمية، لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
لقد انتهجت الإمارات تاريخياً، مد يد العون لدول العالم، من دون أن تحاول توظيف ما تقدمه من مساعدات لغايات سياسية، وهنا كل القصة التي أريد التحدث عنها، وليس أدل على ذلك من أن الإمارات لا تنتظر شكراً من أحد، ولا تتوقع أيضاً أن تشكل مكانتها السياسية عبر بوابة الدعم الإنساني والإغاثي، لأن الغاية الأساسية، هي رحمة شعوب كثيرة، والتخفيف عنها، في المحن التي تواجهها، وخصوصاً، في هذا الزمن الصعب، الذي تنفض فيه دول كثيرة، عن العمل الإنساني، بسبب الأوضاع الاقتصادية، وظروف مختلفة تواجهها بعض الدول.
إن هذه الروح الإنسانية، نرى سرها في قيادتنا، وفي كل أبناء الإمارات، وجذر هذه الروح يعود إلى موروثنا العربي والإسلامي، الذي يحض على النخوة، وإغاثة الآخر، الذي تعرفه ولا تعرفه، وهذا الموروث يتحول اليوم إلى واقع وسياسة تتبناها الدولة، ونراها في وجود كل هذه المؤسسات الخيرية والإغاثية، التي تمثل نموذجاً عالمياً في قدرتها على إقامة جسور الدعم والوصول إلى كل موقع في هذه الدنيا، وما تقدمه الدولة مباشرة، إلى دول كثيرة، أو عبر المؤسسات الدولية المختصة، في هذا الشأن.
ستبقى الإمارات منارة الإنسانية في هذا العالم، منارة تبدد الظلمة، وتؤكد أن الحياة الإنسانية فوق كل اعتبار، وأن نجاة الإنسان من الشرور، هو الاستثمار الوحيد الناجح في هذه الدنيا، وسنبقى أيضاً تلك اليد التي تغيث وتبني وتعمر في كل مكان، غايتنا إرضاء الله أولاً.
المصدر : جريدة البيان
أرسل تعليقك