بقلم - منى بوسمرة
لحظات عظيمة مشحونة بالفرح والفخر، بالدموع والابتسامات، بالشغف والأمل، بالفخر والعزة، عاشها كل إماراتي أمس، وعيون الشعب شاخصة أمام الشاشات تتابع ابن الإمارات هزاع المنصوري وهو يغادر الأرض إلى الفضاء، حاملاً معه حلم الوالد المؤسس الشيخ زايد، وحلم كل واحد فينا، إلى فضاء جديد من فضاءات العمل والاجتهاد والإبداع التي خاضتها الإمارات، فحققت الحلم فيها دائماً، وتفوقت.
ثمانية أيام، سنعيشها معك يا هزاع، سنتابعك لحظة بلحظة، وننتظر سماع صوتك، من هناك، ليكبر الحلم ويتجدد، في مكان ليس استثنائياً فقط، بل فضائياً، أنت منذ اللحظة أيقونة الوطن، وأيقونة الشباب، بالعلم والشجاعة وبلوغ الأهداف مهما بدت مستحيلة.
في تلك اللحظات الوطنية، وبكل ما تحمله من عواطف إنسانية، كان هناك مشهد آخر بالتوازي مع مشهد الانطلاق، هنا على أرض الإمارات، مشهد يحمي الحلم ليكبر، فقد رأينا شيخنا الشاب حمدان بن محمد بن راشد، يتابع من أرض العمليات في مركز محمد بن راشد للفضاء نجاح أول اختراق إماراتي للفضاء، في رسالة لكل شباب الوطن تحمل في مضامينها استنهاضاً لمسؤولياتهم المقبلة في رحلات الإمارات المقبلة إلى الفضاء، وتحقيق الأهداف الوطنية، وأنهم الوسيلة والغاية.
تلك الرسالة أكدها محمد بن راشد وهو يثني على إنجاز المهمة التاريخية ويهديه للأمتين العربية والإسلامية، وأنها ليست رسالة لشباب الإمارات فقط، بل لكل الشباب العربي، بأننا يمكن أن نتقدم، ونتحرك للأمام، ونلحق بالآخرين، بل إنه فتح الباب للتفوق على من سبقونا، حين أكد موعد الإمارات في محطتها القادمة على المريخ بمسبار الأمل الذي صممه ونفذه شبابنا بكل اقتدار.
عزز تلك الرسالة، محمد بن زايد، وهو يعبر عن فخره وفخر الوطن، بهذا الإنجاز العظيم، بالتأكيد أن وصول هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية حدث يرسخ ثقتنا في شبابنا الذين يحملون راية الوطن، وأن تلك الخطوة تعزز طموحاتنا الواعدة نحو المستقبل، لأن أقدامنا ثابتة قوية على الأرض، وعيوننا طموحها إلى السماء.
المشي يصنع الطريق، كما يقال، وحين عودة رائدنا الفضائي فإنه يكون قد صنع لنا طريقاً، كان أول من مشى فيه من أبناء الوطن. والأكيد أن إخوته من أبناء زايد قادرون على توسيع هذا الطريق والمشي فيه أكثر، والأهم من ذلك هو البيئة التي تصنع مثل هؤلاء الرجال، بيئة العمل والمعرفة، بيئة الجد والاجتهاد والابتكار والإبداع والتحدي التي عرفت كيف تسخر الموارد لخدمة الإنسان والبناء واستئناف الحضارة، بيئة صاغتها وشكلتها قيادة نذرت نفسها لخدمة شعبها، والمنافسة على خدمة البشرية.
كان حلماً، وصار وعداً، ثم حقيقة، هكذا هي قيادة الإمارات، لا تنقض وعداً أو عهداً أبداً، وهي إن قالت فعلت، ولا نذكر وعداً لم ينفذ، واللافت أن أحدث تصريحات محمد بن راشد أكد فيها أن القادم أفضل، فهو وعد جديد، بإنجاز أعظم. اليوم يحق لنا أن نفخر، ليس باقتحام الفضاء فقط، بل بقيادتنا التي كانت خلف الإنجاز، واسألوا هزاع المنصوري، الذي حقق الحلم، وكأنه يقول لنا من حيث هو الآن: سلام عليكم أهل الأرض.
أرسل تعليقك