بقلم - منى بوسمرة
في رسالة الموسم الجديد التي أطلقها محمد بن راشد قبل نحو شهر، عناوين عريضة للمشهد الوطني، لكن تحت تلك العناوين هناك تفريعات عدة لا تستثني قطاعاً إلا وتشمله، بالتطوير والتحسين والتحفيز، فتلك مهمة لا تتوقف لمن يريد أن يبقى في المقدمة. المشهد اليوم يزداد جمالاً، لأن دبي توسع إطار إكليلها الثقافي، ليناسب طموحاتها وطموحات الإمارات، وليكون على مقاس ثقلها الاقتصادي وحضورها العالمي الذي تستدعي ضخامته تاجاً أكبر مرصعاً بشتى الفنون، يمنحها جمالاً على جمال، مستفيدة من إرثها التاريخي وتنوعها الثقافي.
مسار ريادة دبي، يتفرع اليوم إلى مجال إبداعي جديد، لتتكامل القطاعات والطاقات، ويرفد كل منها الآخر، ضمن رؤية طموحة تتيح التبادل الثقافي الغني، وتنتج أعمالاً ذات قيمة إنسانية، تدفع هذا المسار لتكون هوية دبي الثقافية مشهداً عالمياً يمنحها قوة ناعمة في التأثير الإيجابي في محيطها والعالم.
الإمارات اختارت مبكراً الحوار الحضاري، والانفتاح على الآخر، وبناء جسور التواصل مع الشعوب، وإذا كانت الدبلوماسية والتجارة والاقتصاد والسياحة من أدوات ذلك الانفتاح، فإن الثقافة والفنون والآداب تبقى أقوى أدواته وأدومها على الإطلاق، لأنها الفهم الحقيقي للآخر وأفضل وسيلة تواصل معه.
في السنوات الماضية أنتجت الإمارات من أقصاها إلى أقصاها، مشاريع ثقافية استثنائية ذات القيمة والمستوى العالمي. والرؤية الثقافية الجديدة لدبي، هي جوهرة وسط العقد، وأكثرها قيمة وإبهاراً وتأثيراً، لأنها تجمع الجهود وتوحدها من أجل تغيير حقيقي في المشهد يؤثر إيجاباً في شرائح المجتمع كافة.
باعتماده الرؤية الجديدة إيذاناً بتدشين حراك ثقافي أشمل، فإن محمد بن راشد وهو القائد المثقف والشاعر الفارس، ينقل دبي إلى ساحة منافسة جديدة على المستوى العالمي، لتكون حاضنة للإبداع الثقافي والفني، ومنارة إشعاع حضاري تأخذ مكانها الذي يليق بها بين عواصم الثراء الثقافي، خاصة أنها حاضنة المواهب.
في الرؤية الجديدة، نرصد، أن دبي حريصة على توفير البيئة الملائمة للإبداع باعتباره مقياساً للتطور الحضاري، فمثلما نجحت في توفير البيئة المثالية لمجتمع الأعمال، فهي تدرك الفضاءات التفاعلية اللازمة للحراك الثقافي، خاصة مع وجود 200 جنسية تعيش على أرضنا نتبادل معهم المعارف والفكر الذي يخدم الإنسانية.
وبالنظر إلى واقع الأصول الثقافية التي تمتلكها دبي، فإنها أفردت مبكراً تلك الفضاءات اللازمة للإبداع، وإلا لما ازداد عدد الشركات المعنية بالثقافة والفنون إلى 6000، عدا عن وجود خمسة مجمعات إبداعية و20 متحفاً، و550 فعالية ثقافية سنوية، وهي في ازدياد، فهذه الأرقام دليل نجاح تلك الأنشطة الثقافية، لأنها وجدت التربة الخصبة في ميادين دبي للإبداع والرعاية الحثيثة من قمة الهرم لكي تنمو في البيئة التي تحتاجها. دبي اليوم، مدرسة للحياة، ومنجم للطاقات، وبيت للسعادة، وبيئة للأعمال، ونموذج للجمال والاستنساخ، وساحة للحوار الإنساني، وميزان للثقل الثقافي.
أرسل تعليقك