آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أنفاق سيناء

اليمن اليوم-

أنفاق سيناء

بقلم - محمد صلاح

من بين كل المشاريع الضخمة التي يتبناها الحكم في مصر، كمشاريع الغاز أو مترو الأنفاق، أو استصلاح الأراضي أو العاصمة الإدارية الجديدة، أو المجتمعات العمرانية في المحافظات، تبقى الأنفاق الأربعة الجديدة التي تمر تحت قناة السويس، وتربط شبه جزيرة سيناء بالوادي المشروع الأول الذي يثير غضب «الإخوان» والجماعات والتنظيمات الإرهابية الأخرى، التي سعت منذ ضرب الربيع العربي المنطقة إلى عزل سيناء وتحويلها إلى «إمارة إسلامية» ومركز لتجميع الإرهابيين وتدريبهم ونقطة لانطلاقهم إلى دول وأماكن أخرى.

وفقاً للمعلومات الرسمية فإن العمل في تلك الأنفاق قارب على الانتهاء، ومن المقرر أن يفتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في غضون أسابيع، ليتحول حلم الإرهابيين في إمارتهم إلى كابوس كبير، خصوصاً أن دخول تلك الأنفاق مرحلة العمل يتواكب مع خطة تنفذها الحكومة للنهوض بشبه الجزيرة تتضمن بناء مجتمعات حضارية وشبكة للطرق ومصانع ومزارع سمكية واستصلاح آلاف الأفدنة.

ليس سراً أن الحملة التي يشنها الجيش المصري ضد الإرهابيين، والتي أطلق عليها «العملية الشاملة في سيناء 2018»، حققت نجاحات كبيرة، وأن أماكن إيواء الإرهابيين ومعسكراتهم جرى القضاء عليها، ولم يتبق سوى بعض الفلول منهم إما يختبئون في بعض المغارات والدروب الصحراوية، أو يحاولون التخفي وسط الأهالي، والتوقعات تشير إلى انتهاء الحملة قبل نهاية العام الجاري.

سيتزامن فتح الأنفاق الأربعة مع دخول المشاريع الأخرى حيز التنفيذ، وكذلك عودة الحياة إلى طبيعتها في مدن سيناء التي عاشت على مدى السنوات الست الأخيرة الإرهاب وآثاره المدمرة، ودفعت ثمناً غالياً للإبقاء على مصر موحدة ومتماسكة. بعد أسابيع ستتمكن الشاحنات والسيارات من الوصول إلى سيناء في يسر ووقت قصير، وسيتدفق آلاف الشباب المصريين إلى هناك للعمل أو السكن، وسيكون على الإخوان والمنصات الإعلامية القطرية والقنوات التي تبث من الدوحة ولندن وإسطنبول أن تغير من مفرداتها، وإلغاء الفقرات التي ظلت تعيدها على مدى سنوات وتزعم أن السيسي سيبيع سيناء، أو سيتخلى عنها ويهملها، أو يحارب أهلها!

اللافت هنا أن بيانات المتحدث العسكري المصري، التي يحرص على بثها دورياً للإعلان عن تفاصيل ما يجري في الحملة العسكرية في سيناء كل فترة، خلت أخيراً من المعلومات عن تدمير أنفاق تربط بين قطاع غزة ومدينة رفح المصرية، والتي ظلت على مدى سنوات مصدراً لأسلحة المتطرفين ومورداً لأموال المجرمين والمهربين، إذ يبدو أن المنطقة هناك صارت خالية منها، وأن الحدود بين القطاع ومدينة رفح أصبحت نظيفة، وهو أمر آخر يؤلم الإخوان وكل الجهات التي تدعمهم. سيناء التي ظلت منذ اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل لا يربطها بالوادي المصري سوى نفق الشهيد أحمد حمدي عند مدينة السويس وجسر السلام في مدينة الإسماعيلية، ظلت تعاني معضلة الانتقال بين ضفتي القناة، والتي بقيت أسيرة «المعديات» التي يضطر الأهالي لاستخدامها في ذهابهم وإيابهم بين ضفتيها، لكن وجه الحياة في شبه الجزيرة سيتغير، خصوصاً الجزء الشمالي منها الذي تمكن الإرهابيون من الانتشار فيه، وسعى الإخوان إلى احتضانه ونزعه عن باقي الأراضي المصرية، ويكفي الإشارة إلى أن الجيش دمر نحو 1300 نفق استخدمها الإرهابيون طويلاً للفرار إلى قطاع غزة بعد كل عملية إرهابية قرب الحدود والعودة مجدداً بالأسلحة والمتفجرات استعداداً للعملية التي تليها، لم ينس المصريون بعد تهديدات قادة الإخوان ورموز الجماعة أثناء فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة»، بتحويل سيناء إلى كتلة لهب إذا لم تتوقف خطط فض الاعتصامين، كما أن عشرات اللقطات المصورة أظهرت عدداً غير قليل من الإخوان هجروا المدن ورحلوا إلى سيناء للالتحاق هناك بتنظيم داعش، أو التدريب على العمليات الانتحارية واستخدام المتفجرات والأسلحة، للعودة مجدداً إلى العاصمة أو مدن مصرية أخرى لتفجير الأبرياء وقتل المصلين في المساجد والكنائس. تتغير مصر نحو الأفضل ولو ببطء، أصبح الإخوان خلف ستار المؤامرات والإرهاب بعد أن كانوا يحكمون البلد ويتحكمون في مصيره، انتهت الفوضى، وإن كانت بعض آثارها تؤرق المصريين، لكن الدولة صارت آمنة مستقرة متماسكة، اختفت أزمات ظلت تنهك المصريين كالطرق والمواصلات والسلع الأساسية، وإن كانت الأسعار مرتفعة والدخول قليلة لكن الناس كيفوا أوضاعهم على رغم المعاناة ولم يستجيبوا لدعوات التحريض، جرى القضاء على أنفاق الشر والإرهاب في أقصى شمال سيناء وستفتتح قريباً أنفاق الخير.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنفاق سيناء أنفاق سيناء



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen