آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قنابل وكنائس

اليمن اليوم-

قنابل وكنائس

بقلم - محمد صلاح

لماذا يختار الإرهابيون في مصر أيام الأعياد والمناسبات لتنفيذ جرائمهم ضد الأبرياء والمسالمين مسلمين أو أقباطاً؟ الإجابة معروفة، فهم يكرهون أن يفرح الناس أو أن يحتفلوا، كما أنهم يدركون أن وسائل الإعلام الغربية وقنوات »الإخوان»، التي تُبث من تركيا والآلة الإعلامية الضخمة التي تنفق عليها الدوحة، تنتظر في هكذا أوقات كي تحتفي معهم بنجاح العملية الإرهابية بتفجير هذا المقر، أو ذاك المسجد، أو تلك الكنيسة. مؤكد أن الإرهابيين يعيشون حزناً كبيراً بعد فشل محاولتهم تفجير كنيسة «أبوسيفين» أول من أمس في حي مدينة نصر، شرق العاصمة المصرية، وإن استُشهد ضابط وجُرح جندي أثناء محاولة إبطال مفعول قنبلة وضعت في أجواء الكنيسة، فالمؤكد أن الهدف كان قتل أكبر عدد من المسيحيين وتدمير الكنيسة ليكون الخبر الأول في كل وسائل الإعلام وخصوصاً الغربية بالطبع. ومن تابع صفحات »الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الجماعة على الإنترنت، وشاهد قنوات دعم الإرهاب التي تُبث من تركيا أو الدوحة أو لندن، لاحظ الإحباط الذي غلف طريقة التعاطي مع الحادث وخيبة أمل أصابت وجوهاً كانت تستعد لتحتفى أياماً عدة بالكوارث في مصر وفشل الحكم في الحفاظ على حياة المصريين.

عموماً، فإن المصريين الذين تجاوزوا كارثة الربيع العربي، وأزاحوا »الإخوان» عن مقاعد السلطة وألقوا بالجماعة في خلفية المشهد السياسي وقاع الحضور الجماهيري، صاروا يتوقعون دائماً أن يقوم الإرهابيون على ارتكاب جرائمهم في أي وقت وأي مكان، وبالطبع يتحسبون أثناء الاحتفالات ذات الدلالات الدينية، حيث يكون الهدف الأكثر سخونة ورغبة لدى جماعة »الإخوان» وغيرهم من التنطيمات الإرهابية الأخرى، جذباً لمزيد من الأضواء أو تحريضاً لدول وجهات غربية وضعت أجندتها منذ سنوات، ودوّنت فيها أسباباً للضغط على مصر، وبينها أوضاع الأقباط، وانتقامًا من الأقباط أنفسهم لكونهم صمدوا وصبروا وعاندوا ورفضوا مرة بعد أخرى أن يستجيبوا للتحريض أو يستفزوا بعد كل عملية إرهابية، وقاوموا دائماً الانصياع وراء الفتن والانقلاب على الدولة. لم يسعد الإرهابيون بكون الضابط الشهيد مسلماً، بل كانوا يتمنون مقتل قبطي أو أكثر، ويأملون في ضحايا أكثر لو كانت الكنيسة هدمت على أكبر عدد من الموجودين داخلها، وصدمهم ردود فعل المواطنين الذين أبرزوا مسألة استشهاد ضابط مسلم يحمي أبناء شعبه من الأقباط. وبعد حادثة السياح الفيتاميين جاءت محاولة تفجير الكنيسة، لتشير إلى أن الإرهابيين فقدوا مواقعهم في سيناء وأن حملة الجيش هناك قضت على غالبيتهم في شبه الجزيرة ووقضت على مخطط كان »الإخوان» وعدوا الشعب المصري بتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية.

ليس مهماً اسم التنظيم الذي نفذ العملية، فلا فرق لدى المصريين بين »الإخوان» والقاعدة وداعش وأي تنظيم إرهابي آخر، فكلاهما لدى الشعب المصري في سلة واحدة لا يأتي منها أي خير، أما دعاية »الإخوان» وأكاذيب تركيا، وأموال قطر التي تنفق لمحاولة تبييض صورة »الإخوان» والطرمخة على إرهاب الجماعة، فربما تنطلي على وسائل إعلام غربية أو منظمات حقوقية، لكن المصريين صاروا يسخرون منها.

واعتادت مصر على التعاطي مع هكذا أحداث؛ بل صار لدى المصريين خبرات واسعة في إفساد فرحة الإرهابيين وإحباط وسائل الإعلام القطرية، وبعد ساعات من الحادث كانت الاستعدادات تتم في مصر كي يحتفل الأقباط بعيد الميلاد، حتى وسط الحراسة أو الإجراءات الأمنية، ويتدفقون إلى العاصمة الإدارية الجديدة، حيث جرى الانتهاء من تشييد أكبر كاتدرائية في مصر، بينما الإرهابيون يبحثون عن أسباب الفشل، و»الإخوان» وحلفاؤهم يطرحون مبررات العنف، والإعلام الغربي يسعى إلى تثبيت نظريات مفادها، أن القنابل تنفجر بسبب السيسي، تماماً مثلما تسقط السيول في مصر لأن »الإخوان» ليسوا في الحكم.

نقلا عن الحياة 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنابل وكنائس قنابل وكنائس



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen