آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قصة أول انقلاب عسكري: أميركي؟ فرنسي؟

اليمن اليوم-

قصة أول انقلاب عسكري أميركي فرنسي

بقلم: سمير عطا الله

إلى جانب غرفة القوتلي، وضع رئيس الوزراء خالد العظم، الذي لقي معاملة فظة من رجال الزعيم. نقل إلى هناك بالبيجاما، حافي القدمين، ورفض حراسه السماح له بإحضار نظارتيه وطقم أسنانه. وعندما اعترض قائلاً: من أنتم؟ وكيف تجرؤون على اقتحام بيتي؟ أجابوا: «نحن الحكم الجديد، وإذا قاومت قتلناك».
انتشرت أخبار الانقلاب في أنحاء سوريا والعالم العربي. في مصر أيقظ كريم ثابت، المستشار الصحافي، الملك فاروق ليبلغه بالحدث. ووصل النبأ إلى مجلس الملك عبد العزيز في الرياض. وطبعاً إلى القصر الجمهوري في بيروت. ودعا الرئيس بشارة الخوري إلى جلسة مفتوحة للبرلمان لمتابعة التطورات في دمشق، خوفاً من انتقال العدوى.

ورفضت الحكومة الاعتراف بالحكم الانقلابي. وقالت السعودية إنها لن تعترف ما لم يتعهد الزعيم بعدم إيذاء القوتلي.
في 31 مارس (آذار) وصل الزعيم إلى مقره المؤقت في قيادة الشرطة يضع في يديه قفازاً أبيض، وعلى عينيه زجاجة «مونوكل». كان في انتظاره جيش من الصحافيين والفضوليين والانتهازيين. أعلن وقف الصحف، ومنع التجول بعد السابعة مساء. وفي اليوم التالي، أعلن تعليق البرلمان. وفي 6 أبريل (نيسان) استسلم القوتلي وكتب استقالته على ورقة من المستشفى: «أتقدم باستقالتي من الشعب السوري النبيل، متمنياً له السؤدد والمجد الأبدي». حرص على تقديم استقالته إلى الشعب، وليس إلى حسني الزعيم أو مجلس النواب المنحل.
صورت الاستقالة وطبعت في كتاب مليء بأقوال التقريظ للحاكم الجديد. وفي 11 أبريل 1949 كتبت مجلة «تايم»: «ظل معظم السوريين في المقاهي يرتشفون القهوة ويدخنون النراجيل غير مكترثين بما حدث. ففي خلال أربعة آلاف سنة من تاريخهم، عاشوا في ظل الفرس واليونان والرومان والمغول والأتراك والفرنسيين. وصاروا مستعدين للتعود على حسني الزعيم أيضاً».
 

من كان وراء انقلاب الزعيم؟ في البداية شاع أن الفرنسيين شجعوه على العمل. ومما قوّى من الإشاعة أنه كان معجباً بطريقة الحياة الفرنسية. ثم قيل إن الأميركيين شجعوا هذا الانطباع، لكي يبعدوا الشبهة عن أنفسهم. يعطي الدكتور سامي مبيض انطباعاً بأن أبحاثه ورؤيته لهذه المسألة (وهي الأهم والأكثر خطورة)، هي الأكثر دقة.

يقول المؤرخ: «ليس معروفاً كم مرة اجتمع الأميركيون إلى الزعيم، أو متى بدأت المحادثات السرية بينه وبين دبلوماسي في السفارة الأميركية في دمشق يدعى ستيفن ميد. وكانت السفارة الأميركية في الأساس منقسمة حول تشجيع انقلاب، مدّعين أنه من الخطأ إقحام أنفسهم في شؤون سوريا الداخلية. ولم تكن وكالة (سي آي إيه)، المؤسسة حديثاً عام 1947 قد قامت بأي عملية خارجية. وبدأت وزارة الخارجية تتقبل الفكرة بتردد، في حين عارض الفكرة بشدة دبلوماسي السفارة الشاب ديان هيلتون، معلناً أن على أميركا ألا تدعم أي انقلاب عسكري ولو مؤقتاً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة أول انقلاب عسكري أميركي فرنسي قصة أول انقلاب عسكري أميركي فرنسي



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen