آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قطيع شباب الصحافة

اليمن اليوم-

قطيع شباب الصحافة

بقلم - سمير عطا الله

كتب أخي وزميلي فؤاد مطر، أمس، عن التكريم الذي أقامته جامعة لبنانية مع نقابة المحررين لنحو 39 صحافياً من متقدمي السن، الذين سماهم «الشباب». وكانت ميزة التكريم وشرطها انتساب هؤلاء السادة إلى «جدول النقابة» منذ أكثر من 50 عاماً.
كنتُ صاحب الرقم 40 بين «حملة الدروع»، لكنني اعتذرت عن الوقوف في قطيع لم يعثروا على سبب لتكريمه سوى التقدم في السن، على جدول النقابة الذي أغلقه ملحم كرم في وجه العشرات من العاملين طوال نصف قرن. وأبقاه محصوراً بمن يضمن ولاءهم في التجديد له ولنقابته طوال نصف قرن.
تخرجت أجيال من كلية الإعلام وظل «الجدول مغلقاً». وتغيرت طبيعة العمل الصحافي والجدول مغلق. وكان أصعب بكثير أن تخوض معركة رئاسة الجمهورية من أن تخوض معركة التجديد في نقابة المحررين. وقد تغير في نصف قرن رؤساء الجمهورية والحكومات والبرلمان وبقي «الجدول النقابي» مغلقاً.
وفي نهايات العمر ها هم من أفنوا أعمارهم في العمل الصحافي يكرمون بدرع من ورق مقوى، وفقاً لتاريخ انتسابهم إلى الجدول! بين هذا القطيع المسن، أو الأشيب، أدباء وروائيون ومؤسسو صحف ومجلات، أو - مثل عادل مالك - مؤسسو العمل التلفزيوني. لكن السبب الوحيد الذي يكرمون من أجله هو التقدم في العمر، والإحالة على النسيان، وليس طبعاً على التقاعد، لأن الصحافي في لبنان لا يتقاعد، إلا إذا أغلقت الدار التي يعمل فيها. وسوف نصبح جدول متقاعدين.
درجت في لبنان عادة توزيع «الدروع» باعتبارها الأقل كلفة. وفي مهنة الشقاء والتعب هذه، تبدو صورة القطيع المحمَّل كرتوناً مقوى، محزنة أكثر مما هو وضع الصحافة نفسها. وكما أن لكل خمسة نواب وزيراً، فإن لكل خمسة أشخاص جمعية، ولكل جمعية درع من الورق المقوى أو الزجاج الجارح، القليل الذوق.
حتماً كنت سأكون أول الحاضرين لو أن النقابة (والجامعة معها) اختارت أن تكرم - على سبيل المثال - فؤاد مطر، لأنه كصحافي، كان من أبرع المراسلين العرب. ولأنه أدخل على الصحافة اللبنانية قاعدة الاهتمام بأخبار مصر، من الجبهة لا من المكاتب، والاهتمام بأخبار السودان بدل الاتكال على وكالات الأنباء. وباعتباره أصدر «التضامن» مجلة ناجحة في لندن، كما وضع أكثر من 30 مؤلفاً، معظمها كانت على لائحة الأكثر مبيعاً، وجميعها ذات طابع مرجعي.
لا بد من البحث عن سبب لائق لتكريم رجال الصحافة غير أعمار المنتسبين إلى الجدول. كان منظرهم موجعاً، كبار الزملاء يقفون في صف واحد، تكرمهم جامعة حديثة بدل الجامعة الأميركية أو اليسوعية أو اللبنانية أو العربية. هؤلاء كانوا مجموعة من الكد والعمل والمهنية وألف ميزة أخرى، أقلها السنون التي تمر على جميع أهل الأرض أو الانتساب إلى جدول للمقترعين.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطيع شباب الصحافة قطيع شباب الصحافة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen