آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

على ما يبدو

اليمن اليوم-

على ما يبدو

بقلم - سمير عطا الله

إلى جنابك المشهد كما هو؛ مكتبة ممتازة وموثوقة. صاحبها خبير. دور النشر التي تُزوِّدها، من الدرجة الأولى. والزبون المخلص والمألوف، الداعي لكم وللكتب وللكتّاب ودور النشر وأصحاب المكتبات، بدوام العز والتوفيق.

يتكرر المشهد مرة أو مرتين في الأسبوع. يسأل الشاري صديقه صاحب المكتبة عن آخر الإصدارات. ثم يقوم بجولة على الرفوف لعله نسي كتاباً من المرة السابقة، أو العام الماضي، أو سنة 1990. يجمع 5 كتب على أقل تقدير. يحاسب ويشكر ويمضي.

فرحاً يعود بها إلى زاويته على الشرفة لكي يفردها بحماسة مثل الأطفال وهدايا العيد. ويبدأ في ملء جوارحه، كما قالت العرب. لكن في الآونة الأخيرة طرأ على المشهد، راجع البداية، تحديث أساسي. وأستخدم هنا كلمة تحديث من باب الدقة والأمانة. فقد بدأت المكتبة بتغليف الكتب بالسيلوفان؛ إما أن تشتري الكتاب من عنوانه، أيضاً كما قالت العرب، وإما أن تكتفي بالكتب غير المسلفنة.

تبضعت هذا الأسبوع الكتب الخمسة. لم يحل بيني وبين ذلك مطر ولا زمهرير. وعدت بها؛ اثنان بالسيلوفان، وثلاثة بلا حداثة أو سلفنة. بدأت بقراءة الكتاب الأول لفولتير لبنان، سعيد تقي الدين. وما تركته إلا وقد انتهيت من آخر كلمة. تصفحت كتاباً ثانياً، قرأت فيه قليلاً، ثم تركته لأعود إليه. وبعدها قمت إلى المطبخ، لأستعين بسكين على فتح الكتب. واحداً خلف واحد. خيبة بعد خيبة. سيلوفان خلفه سيلوفان.

أين الخطأ؟ المكتبة نفسها، وصاحبها نفسه، ودور النشر نفسها، والداعي لم يتغير. الكارثة كانت في المؤلفين، أو المترجمين. ولعلهم واحد. كلهم يترجم أو يؤلف على طريقة الترجمة في «غوغل»؛ أنا جئت مسرعاً الطائرة هبطت المراكب في السيارة دراجات التلاميذ.
وبين الكتب الثلاثة واحد لمؤلف متفكر، فلسفته «غوغل»، يقوم كل بحثه - على ما يبدو - على جملة «على ما يبدو». فعلى ما يبدو سقراط، وعلى ما يبدو سارتر، وعلى ما يبدو ابن رشد، وعلى ما يبدو ابن بطوطة، وعلى ما يبدو من أصل 5 كتب، 3 سيلوفانات، وهذه نسبة سيلوفانها مرتفعة.
لكنني أعدت الحساب، ووجدت أن كل فصل من سعيد تقي الدين يزن ألف طن قراءة، ويمتد ألف ميل متعة. حقاً، حقاً، وليس أبداً على ما يبدو.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على ما يبدو على ما يبدو



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen