آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

خمسون درساً

اليمن اليوم-

خمسون درساً

بقلم - سمير عطا الله

كتاب الشيخ محمد بن راشد «قصتي في 50 عاماً» لا يكتب عنه لأنه لا يلخص. الطريقة الوحيدة هي أن تقرأه، لأنك لن تجد بين المذكرات العربية في غنى مثل هذه التجارب وفرادتها ودلالاتها: زعيم عربي بلا أعداء، بلا حروب، بلا صراعات، ورحلة نصف قرن في البناء والعمران. وآخر أخبار أمس أن موانئ دبي اشترت موانئ بلد خارجي. أين؟ في تشيلي، نهاية الأرض.
طبعاً مذكرات مثيرة لكنها كاشفة أيضاً لأسباب الفشل العربي المدمّر. خذ حكايته مع القذافي يوم أراد ملك ملوك أفريقيا أن يقلد تجربة دبي. أرسل إليه الشيخ موفده محمد القرقاوي، فاستقبله بعد أيام في خيمته الزاهرة وهو يتظاهر بالعمل على كومبيوتر، دلالة المعرفة بالتكنولوجيا. وتبين للقرقاوي أن المسرحية سقيمة، وأن الأخ العقيد مكتف بتغيير وجه العالم عبر نظريته الثالثة.
جرِّب في المقابل أن تقرأ مذكرات لي كوان يو، صانع التجربة السنغافورية المذهلة. استدعاه الزعيم الصيني دنغ كسياو بنغ، وقال له، علمنا. نريد الخروج من التخلف. وكان صادقاً، لأنه يعرف الفارق الرهيب بين النظريات وبين التقدم والحياة.
سافر الشيخ محمد بنفسه إلى ليبيا لكي يدرس الوضع ويقدم نصائحه إلى الأخ القائد: «في اليوم الأول ذهبنا إلى المدينة القديمة التي تشعرك بالحزن. كيف لبلد بمثل هذه الثروة أن يكون هكذا؟ مجارٍ على الطرقات. نفايات مرمية هنا وهناك. حتى دبي في الخمسينات عندما كانت الموارد محدودة والمياه شحيحة والناس بلا كهرباء، لم تكن بهذا البؤس أبداً. بعدها قمت بزيارة القذافي في خيمته بمدينة سرت وكما في المرة السابقة تولى الحديث طوال الوقت».
يروي حاكم دبي، من مقره في هذه البقعة من العمران والرفه، كيف شهد تدهور لبنان الذي أحبه، أمام التدخلات الخارجية الضارية، وكيف قاد صدام العراق إلى الغزو والخراب، وكيف بدأ بشار الأسد بنوايا إصلاحية، محاولاً هو أيضاً الإفادة من تجربة دبي، ثم انتهت سوريا إلى الحرب والدمار.
طلبوا نصيحته ولم يصغوا إليه. يقول الشيخ محمد إنه عندما رأى نتائج الفساد في ليبيا أدرك أن لا أمل. فيما مضت دبي في مسيرتها. ذهب ذات مرة بالبحر إلى البصرة، ومنها إلى مقابلة صدام حسين، وعرض عليه الإقامة الآمنة في دبي. لكن صدام كان يريد إنقاذ العراق. كما جرى.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمسون درساً خمسون درساً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen