آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

غطّه يا صفية

اليمن اليوم-

غطّه يا صفية

بقلم : سمير عطا الله

 أحرص في السفر على أن يكون مقعدي جهة الممر، لا النافذة، وأن يكون أقرب ما يمكن إلى موقع الحمامات. وسبب الحرص، حرصي على عدم إزعاج جاري أو جارتي إذا ما دعتني الحاجة وغلبني الاضطرار. وأما القرب من موقع الحاجات، فلكي لا أستعرض العدد الأكبر من رفاق السفر، ذهاباً وإياباً.هذه المرة شددت على مقعد جانب الممر فوُعدت به. لكن الطائرة كانت كبيرة، وصادف الممر في وسطها. أي إذا تحركت من مقعدك فلن تزعج أحداً. وقبل أن أجلس، تطلعت في المسافر الذي إلى يساري، وألقيت التحية، لكنه لم يلتفت. وقبل أن نُقلع، خلع حذاءه، وهو أمر مألوف في الطائرات. وبعد الإقلاع نزع جواربه. وعرفت ذلك من الروائح.لحظتها خفت من الآتي الأعظم. فأنا لا أشاهد الأفلام في السفر، وإنما أمتع النفس بالقراءة من قبل الإقلاع، لكن عندما تكون في الوسط، وأمامك شاشتان، لا يمكن إلا أن يقع نظرك على شاشة جارك. وتخيلت أي نوع من الأفلام سوف يشاهد الجار الفاضل. ونسيت، من شدة خوفي، ما تفعله الجوارب المتحررة.وما كذّب الجار خبراً. بعد رفض التحية، وخلع الحذاء والجوارب، جاء دور اختيار فيلم الرحلة. وفهمت من المتابعة القسرية المتقطعة أن بطل الفيلم «برنامج»، وليس ممثلاً. و«البرنامج» حر، يفعل ما يشاء. في لحظة هو مكوك، وبعدها رجل، وبعدها يحلِّق فوق ناطحات السحاب في نيويورك، فيرفس هذه ويدمر تلك، ثم يدخل من إحدى الشرفات إلى مكتبه، وتكون حبيبته في انتظاره، فيقول لها كلمتين، ثم يطيران معاً إلى سطح ناطحة أخرى. وأدير وجهي.حاولت الغرق في القراءة. واخترت المقالات المنوّمة حتى كدت أغفو. لكن فجأة ضرب الجار الفاضل، يداً بيد علامة الاحتجاج. وهالني أن يكون قد حدث للمكوك خطب، وهو في الأجواء بين ناطحتين، فنظرت إلى شاشة الجار فوجدت أن عرساً يقوم بين برنامج وبرنامجة. أو بين مكوك ومكّوكة. فعدت أبحث عن الكتابات المنوّمة.في هذه اللحظة الدقيقة من أفراح الروبوتات والميكانيك، جاءت المضيفة تعرض عليَّ غطاء للنوم. كيف عرفت أنه الحل الوحيد على علو 37.000 قدم؟ لا أدري. لكنني أخذت الغطاء بامتنان لا يوصف، متذكراً قول الزعيم سعد زغلول، وهو يخاطب أم المصريين في أقصى حالات يأسه الضاحك: «ما فيش فايدة... غطّيني يا صفية» 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غطّه يا صفية غطّه يا صفية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 14:29 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

"مرسيدس" تطلق النموذج الجديد كليا من "GL"

GMT 14:17 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

الفساد .. بحر أم مطر؟

GMT 02:35 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

هواتف أيفون 2018 ستأتي بأسعار أعلى من المتوقع

GMT 18:15 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

خادم الحرمين الشريفين يزور جامع الأزهر

GMT 16:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تويوتا وبيجو يفسخان عقدهما لإنتاج السيارات الصغيرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen