آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مؤتمر وارسو

اليمن اليوم-

مؤتمر وارسو

بقلم - سمير عطا الله

يعتبر مؤتمر وارسو أكبر تجمع دبلوماسي في العالم خلال السنوات الأخيرة. وإمّا أنه عالم متحيِّر حقاً، وإما أننا - أي أهل هذا العالم - شعوب حائرة وضائعة. فالرئيس الأميركي المتهم في بلاده بالتعاون مع الروس، يعقد هذا المؤتمر في قلب الحديقة الخلفية الروسية، متحدياً ومتجاوزاً جميع تحفظات موسكو. وفي الوقت نفسه، هو من ينسحب من سوريا، تاركاً للروس أن يقرروا فيها صيغة الاستراتيجيات وصورتها المقبلة في الشرق الأوسط.

يقول سفير بريطانيا السابق لدى لبنان، توم فليتشر، إنَّ ما يميِّز الدبلوماسية العالمية في هذا العصر، هو التأثير الذي تتركه الدول الأكثر ضعفاً، وليست الأكثر قوة. فإن قوة روسيا اليوم لا تقارن بقوة الاتحاد السوفياتي، الذي كان يضم خمسَ عشرة جمهورية. والولايات المتحدة التي لا تزال القوة الأكبر عسكرياً ومادياً، تندفع في مكانٍ وتتراجع في آخر. وأما أوروبا، تلك القارة الكبرى، فهي الآن في حالة شديدة من الضعف، تخاف على وحدتها من الوباء الإنجليزي المعروف باسم «بريكست».

تحاول إيران استغلال هذا الوضع القائم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. بدأت بمحاولة إثبات نفسها كقوة نووية، ثم راحت تتمدد في الشرق الأوسط من خلال القضية الفلسطينية وما تعنيه للعرب والمسلمين. وخطفت شعار القدس حتى من الفلسطينيين أنفسهم، بحيث بدا أنهم خلفها، لا أمامها. وكان أول ما ركزت عليه، ليس فقط تقسيم العرب؛ بل أيضاً تقسيم الفلسطينيين. ومنذ بدء القضية الفلسطينية لم يحدث أبداً أن تعرضت للشرخ الذي أحدثته طهران والدوحة في صفوفها. وقد أصبحت محادثات المصالحة بين «حماس» والسلطة مضجرة؛ بحيث لم يعد يتابعها أحد، من السنغال على خط الاستواء، إلى القاهرة في قلب الأمة، والفلسطينيون يقولون لنا إنهم يقتربون من المصالحة؛ لكن كلَّ خطوة إلى الأمام تقابلها خطوتان، واحدة من إيران وواحدة من قطر، ويعود كل شيء إلى التفكك.

يقول توم فليتشر إن هذا العصر هو عصر «عدم الثقة المتبادل». وهذا بالذات ما يزيد الغموض في العلاقات الروسية الأميركية. الفريقان يتقاتلان خلف أسوجة حدائقهما الخلفية. أميركا في وارسو، وسيرغي لافروف يحذر الأميركيين من التدخل عسكرياً في فنزويلا. وتكاد أزمة فنزويلا تتحول إلى مواجهة شبيهة بأزمة كوبا بين واشنطن وموسكو. وفي الوقت نفسه تخلي الاستراتيجية الأميركية مواقعها في سوريا وأفغانستان، اللتين كانتا نقطتي صراعٍ حيويٍّ، بل مصيري، بين الفريقين. وها هو الثلاثي الروسي - التركي - الإيراني يترك أميركا خارج الصياغات السورية؛ لكنه يزيد الضغط على الروس في جوارها، وخصوصاً في أوكرانيا.

شارك الأميركيون في حسم إحدى أواخر المعارك ضد «داعش» في سوريا؛ لكنهم في الوقت نفسه قرروا خفض وجودهم في العراق، ضمن خطة ترمب المعلنة بتخفيف الوجود العسكري في كل مكان خارج الأرض الأميركية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر وارسو مؤتمر وارسو



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen