آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لأنَّها واقفة

اليمن اليوم-

لأنَّها واقفة

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

كان الزميل عادل مالك، أول من جمع بين الصحافة المكتوبة والصحافة التلفزيونية، في لبنان. وكان متقدماً متميزاً، في كلتيهما. كما كان متقدماً في السمعة المهنية الأخلاقية. وفيما انصرف في الجزء المكتوب إلى المقال السياسي، كان يقدّم الأخبار المسائية في التلفزيون، ويعدُّ كلَّ أسبوعٍ لقاءً مع وجوه الأحداث السياسية أو الاجتماعية أو الأدبية. وقد التقى خلال مسيرة طويلة عدداً من كبار القادة والسياسيين العرب والأجانب. فقط على سبيل المثال: الملك فيصل بن عبد العزيز، ريتشارد نيكسون، حافظ الأسد، المستشار النمساوي كرايسكي، الملك حسين، ياسر عرفات، كميل شمعون، شارل حلو، وإميل لحود.
حاور أيضاً عمالقة الصحافة. وذات يوم دخل على مكتب مصطفى أمين، فوجد عنده توأمه علي أمين. وبدل أن يتحدَّث مصطفى انفجر علي في دفاعٍ مليءٍ بالمرارة والسماح عن مصر، ومظلومية مصر، وما لاقته من خصومها وأصدقائها على السواء. كتاب «وجوه وأحداث» مليءٌ بالأقوال المأثورة التي لا بدّ من حفظها. لكنني توقفَّت طويلاً عند مطالعة علي أمين التي تتخذُ أهمية تاريخية خاصة هذه الأيام بالذات.
قال علي: «إن سبب الحملات على مصر، يعود إلى أن مصر تقف على قدميها، على الأرض، وتفكّر وتعرق وتعمل. وغيرها يحلّق بين السحب ويحلم ويرجو الله أن يحقق غيره له أحلامه وأمانيه. وإذا نحن رفضنا أن نمشي وراء السراب، فذلك ليس عن نقص في الخيال، وإنما عن عمق في التجربة والتفكير. وكل ما نطلبه من غيرنا أن يقلدونا ويفكروا بعقولهم، بعد أن تعبت حناجرهم من التفكير. إن مصر لا تطلب الزعامة ولا تريدها. فقد دفعت تكاليف الزعامة، وهي على غير استعداد لأن تدفع ثمناً آخر لهذه الزعامة من قوت أولادها ومستوى تعليمهم وحريتهم ودوائهم. لقد وقف المصريون في الطوابير أمام محال البقالة السنين الطوال، ومشوا على الأقدام، وتحوّلت الأوتوبيسات إلى علب لا يطيق السردين أن يعيش فيها، ووفّرت مصر كل قرش من دخلها لتشتري السلاح، لتحارب، وحاربت وحدها وهُزِمت. ولم تكسر الهزيمة من إيمانها، فحاربت مرة أخرى وهُزِمَت، فعادت تضمّد جراحها وتعيد تدريب جيشها، وحاربت وهُزِمَت، وكانت تسمع وهي تضمد جراحها ضحكات السخرية والاستهزاء والازدراء والاستخفاف من أقرب الناس قلبها».
يضيف علي أمين: «مع ذلك عادت الشكوك، وأصبح الانتصار الذي دفعنا ثمنه دم الألوف من شبابنا المثقفين ومن العلماء الذين حاربوا في صفوفنا، بعد أن اكتشفنا أن الجهلاء لا ينتصرون، وإنما الحرب الحديثة هي حرب العلماء، وليست حرب الجهلة. لقد تركنا عشرات الألوف من الأمهات الباكيات، وتهدمت مدننا الكبرى وتحوّلت إلى أنقاضٍ، وأصبح في مصر ملايين اللاجئين المصريين، وبعد ذلك سمعنا أصواتاً في البلاد العربية الحبيبة تتحدث وتقول بأن هذا كان مسرحية، وأنَّ الدم الذي سال كان حبراً أحمر اشتريناه من بلاد العم سام».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأنَّها واقفة لأنَّها واقفة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen