آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لا يليق التذكّر

اليمن اليوم-

لا يليق التذكّر

بقلم - سمير عطا الله

في كتابه الجديد «غرق الحضارات»، يقول أمين معلوف إن فرنسا وقعت تحت كارثة وصدمة الاحتلال الألماني، لكنها ما لبثت أن خرجت منها. ويقول أيضاً إن جنوب أفريقيا خرجت من الاستعمار الأبيض إلى الحرية، وكأن شيئاً لم يكن. ولو شاء لَوضع لائحة لا نهاية لها، تشمل خروج اليابان من الهزيمة؛ وألمانيا الغربية ودول المحور السابق. فالشعوب والبلدان التي لم تعرف الهزائم قليلة جداً، وقد تقبّلت بريطانيا بسهولة مذهلة انحسار الإمبراطورية وغياب الشمس عنها، إلا نحن، فما زلنا مختلفين إن كانت «1967» نكسة أم هزيمة. وما زلنا نبحث عن المسؤول؛ هل هو عبد الناصر، أم عبد الحكيم عامر، أم مصر برمّتها، أم الشعوب العربية في تخلّفها قبالة الإسرائيلي الغربي المتقدّم؟ صحفنا مليئة بالنقاشات والشتائم والخرافات. وتلفزيوناتنا مليئة بالإهانات والثرثرة والادعاءات والنظريات الفارغة. وأبناؤنا لا يعرفون كيف ينتهون من هذا اللغو الذي يملأ حياتهم ويعكّر قدرتهم على قراءة التاريخ، أسوة بجميع الشعوب الأخرى التي كتبت تاريخها بموضوعية وصدق وحقائق.قبل سنوات، دعوت في هذه الزاوية إلى أن ننسى دفاتر «النكسة» وقصائد نزار قباني ومرثياته الجميلة والساحرة. لقد أضرّ بنا نزار كثيراً عندما تقدّم قافلة النواح، فاستعذب البكّاؤون إيقاع الندب ونسوا أن النكسة أو الهزيمة، حدث عابر في كل التاريخ وجميع الشعوب. يقول أمين معلوف إن «1967» كانت دون شك السبب الذي جعلنا نصل إلى ما نحن فيه. وربما كان ذلك صحيحاً إلى حدّ ما. غير أن السبب الأكبر ليس النكسة نفسها، بل الجدل الجنائزي الذي قام من حولها ولم يتوقّف بعد. ولم تستطع حروب العرب ونكساتهم وتشرّدهم في براري الدنيا وهزائم النفس اللاجئة والمذلّات التي ألحقناها بعضنا ببعض... لم تستطع كلّها أن تنسينا متعة الندب على حرب «حزيران».كتب هنري كيسنجر أنه يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، اعتقد العالم أجمع أن إسرائيل هي التي بدأت الحرب. وعندما أيقنوا أخيراً أن المقاتل هو مصر، لم يصدقّوا ذلك على الإطلاق. وعندما تأكّدوا أكثر أن الجيش المصري هو الذي دمّر هذه المرة 400 دبابة إسرائيلية، زادت دهشتهم. ويروي أن واشنطن خافت على إسرائيل، وأن إسرائيل نفسها ارتعدت، وأن غولدا مائير قرّرت السفر إلى واشنطن لتطلب النجدة السريعة. ويؤكّد أنه لولا الجسر الجوّي الذي أقامته الولايات المتحدة على الفور، لكانت كل خريطة الشرق الأوسط قد تغيّرت. يُحسن بنا جميعاً، ونحن نتمتّع بالمزيد من الندب، أن نقرأ شيئاً من «6 أكتوبر» بدل الإصرار على بكائيات «1967».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يليق التذكّر لا يليق التذكّر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen