آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مفكرة البحرين: صدمة ثقافية

اليمن اليوم-

مفكرة البحرين صدمة ثقافية

بقلم - سمير عطا الله

كانت «الصدمة الثقافية» تحدث في الماضي عندما تأتي من بيروت إلى هنا: في المغادرة؛ مطار دولي متصل بالعالم أجمع، ومدينة نظيفة جميلة على البحر، ومركز اقتصادي هو الأول في الشرق. وفي الوصول، كان مطار صغير؛ «وايد» صغير، ومدينة صغيرة، وسوق عتيقة، وناس طيبون.

الآن تحدث «الصدمة الثقافية»؛ تبدأ عندما تصل إلى واحد من أكثر مطارات العالم حركة، ثم تنفتح أمامك واحدة من أحدث وأعلى المدن، وتمتد أمامك واحدة من أوسع وأجمل وأنظف شبكات الطرق والجسور.

وثمة ازدحام؛ لكن من دون «زمور» واحد، ومن دون أن يفتح السائق المحاذي نافذته ليشتمك، ومن دون أن تلحظ على الطريق، أو إلى جنبها، أو خلفها، ورقة «كلينكس» أو زجاجة «سفن أب»، أو كيس زبالة أزرق، أو حذاءً عتيقاً لم يجد صاحبه مكاناً يرميه فيه سوى طريقك إلى العمل مستقبِلاً نهارك، أو إلى البيت مودّعاً أتعب وأشقى وأزفت نهار في مدن العالم.

«الصدمة الثقافية» في البحرين هي الدولة... إنك لا تراها؛ لا شرطة في الطريق، لا مواكب، لا شاحنات عسكرية... لكنك تدرك مدى وجودها عندما لا ترى مخالفة واحدة، أو وحشاً بشرياً ينقض على سائق آخر ويطعنه في الشارع حتى الموت لأنه تجرأ على تجاوزه... ولا تقرأ عن نزاهة القضاء لأن البديهيات لا تستحق الذكر.

هل النفط يحقق هذا النوع من التطور؟ أعطيت أمس في المحاضرة التي ألقيتها في «مركز الشيخة مي الخليفة»، ثلاثة أمثلة يقابلها ثلاثة نماذج: بلدان هائلة الثروة النفطية: الجزائر، وليبيا، والعراق. وبلدان لا يكفي النفط استهلاكها المحلي: البحرين ودبي وعُمان. اختر المؤشر النسبي الذي تريد. ويظل المفرح يقابل المحزن، وكلاهما لا يصدَّق... لا يصدَّق.

ذهبت صباح أمس للسلام على نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك، شيخ المودات منذ نصف قرن. حاولت أن أسأله عن البحرين، وكان يعود للسؤال عن لبنان. والرجل الذي صرف عمراً في الدبلوماسية الهادئة، غير مصدق أن السياسة اللبنانية من ورطة إلى مأزق. ولا ينسى الشيخ محمد أنه جاء إلى الجامعة الأميركية في بيروت لتلقي العلوم، وكذلك فعل كثيرون من شباب الخليج، يوم بيروت هي حاضرة العلوم والفكر. ماذا حدث، وكيف يمكن أن يحدث، وماذا سيحدث؟

يتوقف الشيخ محمد عند ذلك الخبر المؤسف في الصحافة: إغلاق «دار الصياد» وقبلها إغلاق طبعة «الحياة»، وقبلها صحيفة «السفير». ألم تكن بيروت ذات يوم مدرسة الصحافة العربية؟ يقول الرجل الهادئ: لقد شهدنا ازدهار تلك الحرفة الجميلة التي برع فيها اللبنانيون في بلدهم وخارجه، لكننا الآن نشهد صراعها للبقاء والاستمرار. صحيح أنه وباء عالمي، لكن المرء لا يستطيع أن يتخيل لبنان من دون كل الأشياء الكثيرة التي كانت تميّزه!

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة البحرين صدمة ثقافية مفكرة البحرين صدمة ثقافية



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen