آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مائة عام من «الهدنة»

اليمن اليوم-

مائة عام من «الهدنة»

بقلم - سمير عطا الله

ظل العالم يسميها «الحرب الكبرى» إلى أن انفجرت في وجهه الحرب العالمية الثانية، فأخذ يسميها الحرب العالمية الأولى. سماها الكبرى لأن جميع الحروب التي قبلها بدت محدودة أمامها. الآن في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، تحتفل أمم الشرق والغرب بمرور مائة عام على ما سمي باختصار: «الهدنة». لا سابقة تشرحها ولا لاحقة.

بين 1914 و1918 جن جنون الدول الكبرى فقامت على بعضها البعض. وحتى بعد توقيع الهدنة سقط عشرات الآلاف من القتلى، لأن المتحاربين كانوا مليئين بالحقد وروح الانتقام. وهجم جندي أميركي يحمل حربة على فرقة ألمانية فيما الألمان يصرخون فيه: لقد انتهت الحرب. انتهت. لكنه ظل مهاجماً إلى أن أردوه.

بعد «الهدنة» تغير وجه العالم. هزمت ألمانيا، وانتهت الإمبراطورية العثمانية بعد خمسة قرون. وظهر الاتحاد السوفياتي مكان روسيا الخاسرة. وخرجت الولايات المتحدة كقوة كبرى قادرة على حسم النزاعات العالمية.

عشرات الكتب ظهرت الآن في هذه المئوية الكبرى. صفحات من القتل والموت والمجاعات. 424 ألف ميت في المجاعة وحدها، وبسبب النقص في الغذاء، صار أطفال أوروبا العام 1918 أقصر قامة مما كانوا عليه العام 1914. وبرغم أنها وقَّعت هزيمتها، ظل الحصار على ألمانيا قائماً إلى أن أعلن الرئيس الأميركي هربرت هوفر «نحن لسنا في حالة حرب مع أطفال ألمانيا». وقام بإرسال 1.3 مليون طن من المواد الغذائية.

خلال خمسة أسابيع من إعلان الألمان عزمهم على بدء مفاوضات الهدنة، سقط نصف مليون قتيل وجريح. وبدأت ألمانيا في الانهيار من الداخل، إذ تأثر المهزومون بالدعوات الشيوعية في روسيا، وراح الجنود والعمال ينشئون المجالس على الطريقة السوفياتية. وأعلنت مقاطعة بافاريا نفسها ولاية اشتراكية، وتولى مجلس «سوفياتي» السلطة في مدينة كولونيا.

توسعت حركة التمرد في الجيش الألماني. وفر عدد من كبار الضباط إلى هولندا المحايدة، وتعقدت بسبب كل ذلك مفاوضات الهدنة. وأراد الفرنسيون أن تكون بنود الاستسلام الألماني مذلة إلى أقصى الحدود.

حتى بعد توقيع اتفاقية الهندنة، رفض الموقعون المصافحة. وقد كان بين المقاتلين نقيب في الجيش الأميركي يدعى هاري ترومان (رئيس هيروشيما في الحرب العالمية الثانية)، وشاهد مرة جندياً أميركياً يحاول نزع جزمة طيار ألماني قُتل، فكتب إلى خطيبته: «سمعت فرنسياً يقول إن ألمانيا تقاتل من أجل الأرض، وإنجلترا من أجل البحر، وفرنسا من أجل الوطن، والأميركيون من أجل التذكارات»

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة عام من «الهدنة» مائة عام من «الهدنة»



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 01:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة توضح مساعدة الأنظمة الغذائية في التصدي للأمراض

GMT 12:20 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وزارة التربية الفلسطينية تعلق الدراسة في "رام الله" و"البيرة"

GMT 04:58 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

جاكلين عقيقي تؤكد أن "القوس" من الأبراج الأكثر تفاؤلًا

GMT 19:20 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النجم الفرنسي أوليفيه جيرو يحرز جائزة بوشكاش

GMT 13:49 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

عرض كارولينا هيريرا carolina Herrera 2015
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen