آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قصة أول انقلاب عسكري

اليمن اليوم-

قصة أول انقلاب عسكري

بقلم - سمير عطا الله

دخل العقيد حسني الزعيم التاريخي العربي من باب لم يقتحمه أحد من قبل. قلب الحكم المدني المنتخب في دمشق، وأرسل الرئيس الوطني شكري القوتلي إلى السجن، وأعلن الأحكام العرفية، وانتهى بعد 137 يوماً مرمياً بالرصاص من أقرب رفاقه، وكرت السلسلة الدموية والعبثية في كل مكان.
في كتابه الأخير «صانعو سوريا الحديثة: نشوء وسقوط الديمقراطية السورية 1918 - 1958» يروي المؤرخ الدكتور سامي مبيض (بالإنجليزية) حكاية ذلك اليوم العاصف من 29 مارس (آذار) 1949. وقصة المغامر الذي قلب حياة دمشق الهادئة، ربما إلى الأبد.
يتمتع الدكتور مبيض بسمعة أكاديمية موثوقة. وإذ أحاول تلخيص الفصل المتعلق بعاصفة «موسوليني سوريا» كما وصفه الرئيس الأميركي هاري ترومان، أغامر أيضاً في نقل بعض العلاقات المنسوبة إلى الزعيم، التي نقلها بدوره عن وثائق رسمية، أو مؤرخين جديين، مقراً بأن ما ورد فيها مفاجئ جداً وإن كان ربما معروفاً لدى بعض من عاشوا المرحلة.
إذن، فجر 29 مارس، وقد بدأ الدمشقيون التوجه إلى أعمالهم، لاحظوا مشهداً غير مألوف: الدبابات على الطرق وإحدى فرقها تتجه نحو القصر الجمهوري في «بستان الريس». واتجهت فرقة أخرى نحو منزل رئيس الوزراء خالد العظم. أما الثالثة فإلى محطة الإذاعة في شارع النصر. وكانت مهمة فرقة رابعة اعتقال رئيس الشرطة أحمد اللحام، والناشر وجيه الحفار، الذي لم ينسَ الزعيم كتاباته ضده في حرب فلسطين. تم الانقلاب دون إطلاق رصاصة واحدة، بإشراف الزعيم نفسه، يساعده صديقه ومستشاره أكرم الحوراني، النائب الاشتراكي الذي كان يقر جميع البلاغات قبل إذاعتها. وحملت البلاغات جميع أنواع التهم لحكومة القوتلي: «الأخطاء والفوضى والخيانة والسرقة وخرق الدستور والتعدي على الحريات الديمقراطية». وإلى آخره.
كان أمام منزل القوتلي حارس عسكري واحد تم تجريده من سلاحه بسهولة، واقتحم الضباط المنزل فوجدوا أنفسهم في مواجهة الرئيس. وقرأ أحدهم، إبراهيم الحسيني أمر الاعتقال: «أنت موقوف فخامة الرئيس». فقال القوتلي بكل هدوء «بأمر مِن مَن؟، فرد الحسيني: «بأمر القائد الأعلى للقوات المسلحة». عاد القوتلي يقول: «لكنني أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة». قال الحسيني: «لقد كنت القائد لكنك لم تعد كذلك، صاحب الفخامة».
يتابع الدكتور مبيض: «نقل الرجل الذي سمي (أبو الاستقلال) من منزله إلى سجن المزة تحت تهديد السلاح. لم يقاوم ولا حاول العسكريون، على غير عادة، أن يوجهوا له الإهانات. ولا وضعت الأصفاد في معصميه. أمضى الليلة في زنزانة باردة، لكنه أصيب بنزف معوي، فأمر الزعيم في اليوم التالي بنقله إلى مستشفى يوسف العظمة العسكري».
إلى اللقاء... 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة أول انقلاب عسكري قصة أول انقلاب عسكري



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen